ترجمة: راضي النماصي – السعودية
«العاشقان»
لطالما حلما بتناسخ أرواح يسمح لهما بالتقبيل في العلن، وقد ماتا معًا في حادث خلال أحد مواعيدهما السرية. عاد إلى الحياة على هيئة فيل سيرك وهي على هيئة زهرة بيتونيا. وبما أن دورة حياة الزهرة البيتونيا قصيرة جدًا، لم تسمح لهما باللقاء في ذلك الزمن. أما في التناسخ التالي فكانا بشريين، لكن بفارق ثلاث وستين عامًا بينهما؛ إذ صارت البابا، أما هو ففتاة صغيرة جميلة مُنحت الإذن كي تقبل خاتمه أمام جمهور.
«تسلسل»
أحداث الماضي تحدد أحداث الحاضر. فمثلًا، لو لم يلتِق والداك لما كنت موجودًا اليوم. وكلما عدت في الماضي إلى سلسلة الظروف التي تشكِّل تاريخ العالم، تجد عواقب أبسط حدثٍ من التعقيد والمفاجأة بحيث تغدو سلسلة تكاد تكون لا نهائية. فعلى سبيل المثال، لو أن ديناصور البليزيوصور اللاحم لم يأكل البيضات التي وضعتها أنثى التريسيراتوپس بغباء على الشاطئ خلال العصر الطباشيري المتأخر، لربما أنك – ومن يعلم؟ – ما زلت تحبني.
«اركضوا للنجاة بحيواتكم!»
اركضوا للنجاة بحيواتكم، فصيادو الحروف موجودون هنـا.
«احترام الأجناس الأدبية»
يستيقظ رجل بجانب امرأة لا يعرفها. في قصة محققين، سيكون السبب إما الكحول، أو المخدرات، أو ضربة على الرأس. وفي قصة خيال علمي، سيفهم الرجل لاحقًا أنه في كونٍ موازٍ. أما في رواية وجودية، سيرتبط انعدام المعرفة بشعور بالاغتراب والعبث. أما في نص تجريبي، سيمضي اللغز غير محلول وسيُنهى الموقف بقفلة جملة. يغدو المحررون [هذه الأيام] أكثر تطلبًا فأكثر، ويدرك الرجل يائسًا في النهاية أنه إن لم يتدبر وضع نفسه في جنسٍ أدبي ما عاجلًا، فسيسرِّع من خطر البقاء متألمًا وغير منشور إلى الأبد.
* راضي النماصي: كاتب ومترجم سعودي، صدر له «داخل المكتبة.. خارج العالم! – نصوص عالمية حول القراءة»
يمكن متابعة كتاباته عن طريق الروابط التالية: