عن معارض الكتاب في العالم العربي  

مع كل سنة جديدة ينزلق حال الكتاب في عالمنا العربي، ويدنو أكثر من هوة كبيرة ساهمت في حفرها عوامل كثيرة، عوامل ظلت تتراكم عبر الزمن ونحن نراوح مكاننا، ولا نملك إزاءها شيئاً.
لقد جاءت معارض الكتاب في مختلف المدن العربية كمنقذ سحري لوضع مختل من أساسه، بيد أن هذا المنقذ ليس في الواقع إلا تعبيراً عن أزمة عميقة نعيش تفاصيلها منذ سنين عديدة.
إن وصول الكتاب إلى يدي القارئ، أيّاً كان، هو عملياً تتويج لمجموعة من المسارات التي تبدو ظاهرياً منفصلة عن بعضها، ولكنها في الحقيقة مترابطة جداً؛ وأي إخلال بمسار معين يؤثر على باقي المسارات. تبدأ العملية عند المؤلف، أو المترجم، أو المحقق لتصل إلى فضاءات البيع الطبيعية؛ وهي المكتبات، مروراً بالناشر، والمطبعي، والموزع.