وسواس

0 251
أما آنَ للأصواتِ أن تتوقَّف؟
لا أعلم مدىٰ إمكانية حدوث الأمر،
ولكن علىٰ صعيدٍ آخر، أدرك جيدًا معنىٰ تكرار الأصوات.
لا أتوقف أبدًا عن سماعِ نغماتِ الموسيقىٰ
إنها تنبعُ من داخلي.
أنامُ علىٰ الأصواتِ، وأصحو عليها
وبين كل فينةٍ وأخرىٰ،
أبحثُ في موسيقاي عن المقطوعة المناسبة لتلك الأصوات
والاختيارُ دائمًا ما يقع علىٰ الموسيقىٰ السوداوية!
حاولتُ جاهدةً أن أُخرِس الأصوات، وأغيِّرَ نوع الموسيقىٰ،
ولكن الأمر باءَ بالفشل.
وذات يوم ادعيتُ امتلاك قدرةٍ وهمية في السيطرة علىٰ الذات،
قصصت شعري، وقلَّمتُ أظافري،
ارتديتُ ملابسَ لفتاةٍ صارمةٍ لا تشبهني،
تمرَّنتُ على إيقاف دموعي، بينما أرسم ابتسامةً ثابتةً بقلمِ حُمرةٍ لا يزول.
التزمتُ بانتعالِ كعبٍ عالٍ لأطول فترة ممكنة،
وبنهاية كل نهار، حرصتُ علىٰ أن أتخلص من بقايا الطعام والصحون المتسخة بجواري…
ورغم كل ذلك..لم يتغير شيء!
أتساءل عن ماهية شعوري الآن،
عن ماهية الثبات وعدم الاتزان في الوقت ذاته!
لا أحد يفهمني في العالم مثل مُهرجٍ، هدفُهُ إضاعة الزمن بلَفتِ نظر المشاهدين لابتسامته المزيفة، بينما هو يسقط آلاف المرَّاتِ خلفَ قِناعِه!
لا يفهم سوانا معنىٰ الوسواس القهري،
لا يفهم سوانا معنىٰ تكرار السقوط في بئر مظلمةٍ، لا أرضَ لها، ولا مُستقرَّ…ولا نهاية.
قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.