الكتابة لأرواح تعذّبها اللغة

عبود الجابري – العراق

عشيّة الإعلان عن فوز الشاعر غسان الخنيزي، بجائزة سركون بولص، عاودتني تلك الفكرة التي طالما اختليت بها، كي أقرر إن كان على الشاعر الذي يتقن ترجمة الشعر من لغات أخرى، أن يعيد كتابة نصوصه القديمة، كلّما عنّ له أن يقرأها ثانية، ومن خلال تجربتي الشخصية، وجدتُ أن أي قراءة جديدة يقوم بها الشاعر لمنتجه في الكتابة، يضعه في حجرة تساؤلات كبرى، عن ماهية ما كتبه، سواء على صعيد المعنى، أم على صعيدي اللغة والمبنى، ذلك أن قراءة الشعر وترجمته، خاضعة لمزاج الشاعر كما لو أنها ( اختبار لحواسه)، وضعضعة للثوابت التي أقام عليها قناعته عندما يضع النقطة الأخيرة عقب الفراغ من كل نص  يكتبه.