المقهى/ الحرية

طالما كان المقهى معادلاً للحرية، واقتراحاً رئيسياً حين أتغيب عن المدرسة يوماً بدون علم الأهل، لأحقق ما كنت أتوق إليه منذ صغري، كأن أجرب نشوى تدخين الشيشة، ومناداة (القهوجي) وإملاء الطلبات عليه، وسط مجموعة من الأقران، كلٌّ منا يتقمص نموذجه المرجعي، دون أن يخبر أحدنا الآخر بالطبع، فلعل أحدنا يتقمص الأب، وآخر يتقمص صديق الأب، وثالث يتقمص الخال أو العم، أو أحد أقربائه الذي يسبقه بسنوات معدودة، ندخن الشيشة، ونخرج الدخان من أفواهنا وأنوفنا بمنتهى الافتعال، مختلطاً بإحساس رجولة وهمية تتشكل ملامحها الإجرائية في تلك اللحظات.