الابتسامة المُلهمة

د. هناء خليف غني – العراق
تعود بداية معرفتي بالمترجم تحسين رزاق عزيز إلى لحظةٍ أعدها مهمةً في عملي الأكاديمي. إذ كلفني قسم الترجمة الذي أعمل فيه بتدريس مادة الترجمة الأدبية لطلبة الدراسات العليا/الماجستير في البرنامج الدراسي الأول قبل قرابة الست سنوات. استصعبت المهمة في بادئ الأمر ربما لأنَ تخصصي الرئيس هو المسرح الحديث لا الترجمة التي لم أدرسها دراسةً أكاديميةً، وربما لنفوري من الولوج في مسالك ومجالات لا أحسن قيادها، وربما لبحثي الدائم عن إجابةٍ لسؤال يشغلني طوال الوقت: ما الذي يُمكن للمُدرس تقديمه إلى طلبته في العصر الراهن حيث سهولة الوصول إلى المعلومة وتعدد مواردها؟ ما السُبل الكفيلة بتحبيب المادة العلمية إليهم وتحفيزهم وتنمية طاقاتهم واستخراج أفضل ما عندهم لا سيما في مجال الترجمة؟. الثقة التي وضعها القسم في قدرتي على تدريس المادة القائمة على مسيرتي المتواضعة في ترجمة الكتب والمقالات، وعزمي على مقاربة الدرس بأسلوبٍ جديدٍ قهرا التردد في داخلي، فشرعت أجمع ما تيسر لي من مصادر ومعلومات تخص مشكلات ترجمة النصوص الأدبية وإستراتيجيات حلها مُعززةً بعددٍ وافر من النماذج التي يُكلف الطلبة بترجمتها من العربية وإليها.