القهوة لم تكن يوما مرادفا للثقافة

لمقاهي الثقافيّة، مصطلحٌ انتشر في الآونة الأخيرة بشكل واسع، واحتلّ الكثير من النقاشات والأحاديث ومساحات الصّحف، وعلى الرّغم من تحفظي على المصطلح ذاته إلا انّ ذلك لا يُلغي وجوده الذي رسّخه الإعلام وجذّره بصورة كبيرة، فالمقهى يظلّ مكانًا يقصده عامة الناس في كلّ الأوقات بلا قيد أو تقيّدٍ بغرض محدد، وكلٌّ له أسبابه، فالبعض يلتقي الرفاق، والبعض الآخر يجد فيه مكانًا للاسترخاء، وآخرون يحبذون البقاء في هذا الجو للقراءة، بينما نجد آخرين يقصدونه اعتيادًا حتى بات جزءًا من يومهم، وفي الطرف الآخر نجد ” الثقافة” التي أراها لاتُحدّ بمكانٍ ولا ترتبط بوقت، فهي أمرٌ يستسيغه المرء لذاته، من خلال القراءة أو الحوار أو المتابعة لكافة الأنشطة والفعاليات، فهي تتخطى الجانب المعلوماتي إلى جوانب أكثر أهميّة تتعلق بالتفكير والسلوك، والقدرة على التعامل مع الآخر مهما كانت كينونته إنسانًا أو حدثًا أو معلومة أو حتى مادة مكتوبة أو موقفًا عابرًا.