لذة باتساع الرصيف

كل شئ من ذكريات هذا الشارع قد عبر مع حبيبات الإسفلت في الإرشيف، حيث أسلمت الذاكرة أمرها إلى تواقيع الحفارات وما تبقى من البنيان المتآكل في ضياع المدينة.
بانقطاع المد والجزر عن هذه الأرصفة انحسر وجه المكان وتبدد عبق العائدين بحلم القواقع مع آخر النوارس التي حملها الغيم باتجاه أزرق مستحيل. لم يعد للناس أرصفة تحمل أنفاسهم، ضحكاتهم، حتى الرصيف تلاشى في التصاق المباني، وانكماش الدروب التي يسري بها الضوء الى النوافذ.