اللغة والفكر*

ألكسندر بوتيبنيا
ترجمة د. تحسين رزاق عزيز
هناك مجالان آخران للحياة العقلية يمكن تحليلهما: هما الإحساس والإرادة ما أنْ يُقِرّ المرء بأنهما أوليان حتى يلزمه التخلي عن تفسيرهما، لأنَّ أي تفسير سيكون تحليلاً لهما إلى تصورات أبسط. لكن الملاحظة تشير إلى أنَّ الأحاسيس لا تصاحبها الأفكار فحسب، بل تعتمد عليها خلال مقارنة مظاهر الإحساس والإرادة عليها أيضاً. ويمكن التأكد ذلك من ذلك من الأشخاص ذوي درجات التطور المختلفة. إنَّ تطور العقل يثير أحاسيس وتطلعات جديدة ويقمع القديمة. وتكون الرغبات عند الطفل أكثر ثباتاً، والأحاسيس أصغر وبشكل عام تكون الحالة الروحية بأكملها أكثر تقلباً منها عند الإنسان البالغ. فالإرادة من خلال التفكير إمّا أن تدمر الإحساس تماماً، وإما تثبطه للحظة وتتيح له الفرصة في المرة القادمة للظهور بقوة أكبر. وبشكل عام، إنَّ الشك في تأثير التطور العقلي على الإحساس والإرادة يعني فقط الشك في شمولية التقدم وإنكار كون نوبات الإحساس العارمة في مجتمع متعلم أقل احتمالاً مما هي بين المتوحشين. ولهذا ليس من باب العبث أن نقيم الشخص ليس من خلال تطوّر العقل فقط، بل أيضاً من خلال درجة السيطرة على النفس التي تحدث بوساطة الفكر.