من نحن؟

مجلة سماورد

مجلة سماورد، عربية ثقافية عامة ومتخصصة، غير موجهة ولا ربحية. هي ساحة تعبير حر لكل المثقفين العرب بعيدا عن أي إطار أو تصنيف.

تطمح الى جمع اكبر قدر من المثقفين العرب خاصة من الشباب من كل بلد عربي، ومن أي ثقافة كانت، تحت سقف جامع يوحد ولا يفرق.

حكاية سماورد…..وموكا – عن سماورد .. الجمعية

“مرحبا بكم في أولى فعاليات جمعية سماورد – همزة وصل”،خاطب خالد عبد الله الشاعر والإعلامي، الحاضرين ثم جلس بين الجمهور الذي أكتظ به المكان، كواحد منهم بعد أن أدلى بكلمات مقتضبة تشرح أهداف الجمعية بصورة لم تشف غليل المنتظرين للمزيد ولم تدع مجالا للشك في أن ما كانوا يتسقطونه من أخبار حولها وحول ما ستقوم به أصبح واقعا.

كان ذلك في بداية عام 2006م  في وقت كانت ساحة (القطيف) تعج بصالونات ثقافية نمطية أو حداثية المدعى.

وكانت الفعالية الأولى استضافة الشاعر البحريني قاسم حداد برفقة الناقد البحريني الدكتور إبراهيم غلوم لمناقشة سيرة قاسم حداد الذاتية في كتابه (ورشة الأمل- سيرة مدينة).

جلس ثلاثة اشخاص في قبالة الحضور على كراس منخفضة يتوسطهم قاسم حداد واضعا يديه بين ركبتيه بتواضع، على يساره عباس الحايك – الكاتب والناقد المسرحي، ممسكا بإضبارة أوراقه وعلى يمينه نجار  يقلب مجموعة كتب، وخلفهم على الجدار يطل ( موكا )  بجدية وحنان من ملصق  ترحيبي.

 المكان مجلس مخصص للنساء (يخلو من النساء)، علقت على جدرانه صور في اطارت متشابهة قبل الفعالية بوقت قصير، حوت صورا  ورسومات، ذات دلالات مختلفة (ادوارد سعيد، راشيل كوري، محمود درويش، عبد الرحمن منيف، گوگوش، نجار على باب مسرح المدينة ببيروت…وغيرهم) خلقت ألفة ثقافية، راقت للحاضرين.

اليوم وبعد مرور خمس سنوات على انطلاقة جمعية سماورد سأسمح لنفسي بالتحدث عنها في هذا المكان بشيء من الحرية لتوضيح بعض الأمور حول نشأتها.

لم يكن من باب المزحة الثقافية كما أشيع وقتها ولا من باب البروز الإعلامي غير المدروس أن يقوم شباب بإنشاء جمعية تنافس السائد من التجمعات، بل يمكنني القول أن ذلك كان فقط تحديا ذاتيا لهم ليثبتوا لأنفسهم على الأقل أنهم قادرون على فعل شيء غير عادي يعيد لبعضهم الثقة ويفتح لهم باب الأمل، هؤلاء الشباب أو معظمهم هم أنفسهم لو عدنا معهم خمسة عشر عاما لوجدناهم وهم على مقاعد الدراسة الثانوية أو في بدايات دراساتهم الجامعية يؤسسون لأنفسهم ملتقى حرا منضبطا، أسموه (ملتقى القديح الأدبي) ليصقلوا فيه قناعاتهم بعيدا عن سطوة الآباء الممنهجين، وإن نُظر لهم باستخفاف كونهم قرويون يناقشون فيما بينهم حداثية الشعر والمسرح والصوفية والفلسفة ويطلقون أحكاما على بعض شعراء وأدباء المنطقة، يعارضون ويشاركون في محافل الكبار وشورابهم  لم تختط بعد.

يحضرني مشهد لقاء لهم مع دكتور في الأدب العربي وأستاذ جامعي، كنا قد استقطبنا إعجابه فطلبنا التحدث معه فدعانا الى منزله وقد علم بهذا اللقاء جماعة من منتدى ثقافي(مشهور)  (أحب أن يحصل على نصيبه من كعكة اللقاء به) فجاءوا معنا حتى إذا بدأنا حديثنا عن المسرح ودوره ودور المرأة (وكنا نجلس فسطاطين) أزورت وجوه أحبتنا وكأننا أسأنا الأدب لأننا لم نستأذنهم بالحديث أولا، والمفارقة  الأخرى أن الدكتور نفسه كان ينصحنا و يلح علينا بأبوة مصطنعة بأن نسلك منهجية ثقافية محددة وإلا سنذوب كالملح بعد أول سيل، وكنا مصرين على العناد بمحبة لم نستسغ معها اعتراضه على بيت ورد في قصيدة لخالد عبدالله أصغرنا سنا حين قال في عجزه (..ويطلع الله من قبري ومن جسدي) استوقفه الدكتور وقال (لا…لا …يا ابني غيِر هذا المعنى بشيء آخر) وكأنه لم يقرأ وهو الأكاديمي في الأدب شعر ابن عربي والسهروردي وغيرهم. أولائك نحن لم يحزنا قط  أن نسقط من (إنطولوجيتهم) الأدبية التاريخية ولم نكن نعمل إلا بصمت آخذين في عين الاعتبار وضعنا الثقافي الداخلي، وكان يكفينا أن نفتخر كمجموعة يجمعها الهم الثقافي (رغم ظلم ذوي القربى) أنه من رحم هذا الملتقى القروي يخرج منا من تجوب مسرحياته  قرى كردستان والمغرب وتجسد نصوصها مراهقات ومراهقو مدارس الشام والجزائر ويفتخر بتمثيلها الناضجون في الكويت والإمارات وعمان ودول أخرى دون أن يعرف بعضهم الى أي بلد ينتمي كاتبها!! وأن يجد أحدنا مكانا له في بيروت يحار فيه أهلها.

وبعدها يوم أن فكرنا في انطلاقة جديدة بسماورد لم يقلقنا نجاحها من عدمه (إن كانت سماء واقعنا تضيق بسقف أحلامنا الواسع البسيط) فتلك ليست مشكلتنا.

كان مقهى شهاب الشعبي وحده يرأف بنزقنا، أصدقاء يتفردون كل بخصوصيته ويجمعهم دفئ الكتاب والتفكير الحر، لم نسع للبحث عن داعمين ولم نشكل جوقة تردد اسم جمعيتنا في المحافل قبل أن نخرج بشيء حقيقي، ومن يبن الأراجيل ودخان التبغ والشاي المنعنع  والضحك المتعالي على الحزن والغبن ومع إطلالة النادل الأندونيسي اللطيف (زين – المتخصص الجامعي في علم المكتبات) كان كل واحد منا يتكلم باسم جمعيته سماورد وكأنها هو، ويبذل من حر ماله ما يستطيع، كي تتحقق بعض أحلامنا.

 محمد حسن الهجهوج  الذي أقنع والدته العجوز أن تتنازل لنا لليلة واحدة عن مجلسها الخاص كي نأوي اليه وننزل ما تبقى من السواد الكربلائي من على جدرانه ونعلق مكانه صورا لم تفهم دلالاتها وترضى بأن نخرج قداوتها (أراجيل تبغها النسوي).

خالد عبدالله الذي عمل كبندول يعد التفاصيل الصغيرة من  صور وإطارات الى استغلال علاقاته الأخطبوطية لإختيار الضيوف وإحضارهم بسيارته الخاصة من البحرين.

(آخرنا) الذي يحب أن يبقى  في الظل، يتحسس ما تبقى من آلام الروح والجسد و يطوف ليلا وأصحابه خلسة ليعلقوا على جدران الشوارع والمحلات والمقابر ودور العبادة ملصقات عن الفعالية دون الإشارة للمكان وللزمان ليمارس نزقه كما يشتهي.

 السيد يوسف الشرفاء الذي وجد فضاءا سماورديا يخرجه من رتابته ويمزق غشاء شرنقته ليرى بصيص نور. أنا …وعباس الحايك الذي عاش مسرحه واقعا وهو يرى بعين الرضا  أشخاص (نص سماورد) يؤدون أدوارهم خارج النص، نسابق الزمن ونتسقط كل ما كتب عن قاسم حداد ونجمع كتبه ونقرأها قراءة تحليلية ليل نهار في وقت قياسي لنخرج بلقاء يليق بنا.

وحده كان ( موكا ) صامتا لا يتخلف عن جلسة اجتماع، يتشكل بين أصابعي ينظر للحالمين بعين الرضا والخوف عليهم، وينتظر تحية المكتبي زين  (من نحله ذلك الإسم)…. ويسألني كل مساء…كيف…(موكا)؟

موكا..في غمرة الفرح والترقب وبعد أن نضجت ملامحه وأراد أن يتحدث، لم ينسه الحالمون، فأعطوه مكانه ورسموا له دوره وعلقوه شاهدا لهم وعليهم.

2006

 

حكاية سماورد- عن المجلة

أشهر أربعة، منذ بدأنا أولى خطوات تنفيذ الفكرة التي تبادلناها عبر الماسنجر، وحتى صدور العدد الأول من سماورد، المجلة التي تشاركنا فيها التفكير والبحث، والأفكار. واختلفنا، حتى في التفاصيل، ولم نترك التفاصيل للشيطان يكمن فيها، كانت الرغبة في إصدار مجلة تعنينا هو الذي يكمن في السجال الطويل الذي دار بيننا، حول كل ما يتعلق بها.

سلامة، مريم، رقية، هاشم، يوسف، وأنا.. اجتمعنا عبر مجموعة محادثة كانت مكاناً افتراضيا للتفاهم، ربما كنا كائنات افتراضية تتفاهم عبر حروف نكتبها على صفحة الماسنجر البيضاء، ولكن، تكونت هيئة التحرير. بدأنا صياغة الفكرة ووضعها في إطار التصور، أبوابها، أهدافها، ولمن تتوجه، هل نستهلها محلية؟، من وإلى ذات المدينة (القطيف) التي ستخرج منها سماورد؟، أم نوسع دائرتها؟، نفتح ابوابها لتستوعب كل المؤمنين بفكرتنا، بمجلتنا الواعدة؟!.

بعد مداولات طالت، خرج التصور، واتضحت الرؤية. المجلة يراد لها أن تختلف، وكنا اتفقنا على هذا الاختلاف، ولكن لن تختلف إلا اذا اتسعت الدائرة. وضعنا خطة عمل مبدئية لتحقيق هذا الاتساع، وكانت شبكة الانترنت وسيلتنا للوصول، فالمجلة الكترونية، ولا بد للشبكة أن تعيننا على الوصول إلى كتاب ومبدعين يتشاركون معنا الهم. كلنا عملنا على دعوة الكتاب والأصدقاء، وحتى الذين لم تربطنا بهم علاقة، دعيناهم، وكان الأمل بإقناعهم بفكرتنا محفزاً على مواصلة العمل. بعد أسابيع من إرسال الدعوات المتكررة، أحبطنا، لأن الوعود كثيرة، والمواد لم تصل، وعدنا اصدقاء بمشاركتنا، ولم تصل موادهم، ووعدنا أصدقاء وشاركوا برحابة صدر. أسماء عديدة، أسماء معروفة وددنا أن نتشارك معها عددنا الأول. ولكن، لكل مبرره، فقد يكون من الصعب على البعض المغامرة باسمه في مجلة لم تصدر بعد، إذ هي مجرد لعبة مراهقين، أو ربما تكون مشروعا لن يكتمل، وربما تكون مجلة بيد أنها أقل من مستوى هذه الأسماء (الكبيرة). ورغم الاحباط، سوى أننا اندفعنا نحو تحقيق أول عدد من سماورد/ الحلم، أطلقنا مجموعة على الفيسبوك لنعلن عن فكرتنا، ونعلن عن مجلتنا، وفي غضون اسبوع وصل عدد المنتسبين للمجموعة إلى أكثر من 250 شخصاً أكثرهم شدهم الاسم، ومن سماورد الفيسبوك وردتنا أسئلة واستفسارات ومشاركات، وكأننا حققنا جزء من مفهوم التواصل.

كان للتصميم حكاية أخرى من حكايات كثيرة في مسيرة الشهور الأربعة، التصميم الذي بدأ بافكار صغيرة، وبحماسة من مخرجنا ومصممنا أحمد، الذي اتقن العمل على برامج إخراج المجلات لأجل سماورد وما ستحققه له من رضا داخلي. عمل طويلا، اجتهد، عمل على أكثر من تصميم، واختلفنا فيما بيننا كهيئة تحرير، على كل شيء في التصميم، في نوع الخط، في الألوان، في شكل الرقم، في كل شيء. كنا نحاول أن نقرب المسافة فيما بيننا، أن نقترب أكثر من صيغة نهائية نرضاها.. ووصلنا، وربما لم نصل حتى الآن!. التصميم مرّ مرة أخرى بحكاية جديدة، فالصديق الممثل والفوتوغراف والشاعر البحريني حسين عبد علي، أبدى رغبة في التشارك معنا، وفي تصميم المجلة على وجه التحديد. ورغم انشغالاته، صمم الشعار والإخراج الفني للمجلة. حظي التصميم بالرضا من أكثرنا، وجدناه يعبر عما نبحث عنه في تصميم لسماورد وانتهينا من حكاية التصميم.

كثفنا العمل والاتصال، والدعوات للمشاركة في أبواب المجلة. كانت الغاية أن ننوع من المادة والجغرافيا، وحققنا هذا التنوع. وتواصل العمل، غيرنا الأبواب، حذفنا، استحدثنا، غيرنا مسمياتها، لنستقر على ما تقرأون الآن.

المجلة، وقد صدر عددها الأول، تبحث أن تكون همزة وصل بيننا كهيئة تحرير (ثلاث شاعرات، شاعر ونحات، قاص ومسرحي) جمعنا الحرف، وبين مجايلينا من مثقفين ومبدعين، وبينهم وبين بعضهم، وتكون فسحة جدل نتساجل فيها عن قضايانا وشؤننا، هواجسنا، وآمالنا.

ولا بد في مفتتح السين، أن أثني على كل من استجاب لدعوتنا للمشاركة في المجلة، وكل من ساهم ودعم معنوياً، وحفزنا على مواصلة الجهد والعمل، ونقدر كل من وعد ولم تمكنه الظروف من ان يفي بوعده. شكراً لكم قراءنا الذين انتظرتم المجلة.

2010

سماورد الآن

كان هذا قبل سنوات، بعد أن أصدرنا ثلاثة أعداد من المجلة على هيئة pdf وبعد أن تمكنا أن نجعل منها مجلة عربية بامتياز، فالتنوع الجغرافي أثبت ذلك، التنوع في الموضوعات، التي اتسمت بكونها شبابية بعيدة عن اللغة الأكاديمية، فهكذا خططنا، وهذا ما حققناه. توقفت المجلة بسبب الظروف السياسية التي عصفت بالوطن العربي بعد الربيع العربي، لم يكن ثمة متسع للثقافة والكل أنظاره على مصائر دول الربيع. توقفنا بحسرة، كنا نمني النفس بأعداد أخرى، تكبر بها المجلة وتتطور. لكن الظروف كانت أكبر.

بعد ثمان سنوات، أعدنا التفكير بإعادة الروح لسماورد المجلة بعد محاولات بإعادة الروح لسماورد الجمعية عبر فعاليتين ثقافتين، وها نحن نعود بمجلة الكترونية تكون بين أيدي قراء سماورد، فالعالم أصبح الكترونياً، ولا بد أن نشبه هذا العالم. وها هي المجلة بين أيديكم، ولن تكبر بدون مساهماتكم، وقراءاتكم ومتابعاتكم وتفاعلكم معنا. سماورد الآن هنا.

2019

أسرة التحرير

التعليقات مغلقة.