شخصيات روسية*

الصبية الوحيدة ذات الاثني عشر عاما

لن أقوم بوصف كيف كانت تلك الصبية ذات الاثنتي عشرة سنة نظيفة في مظهرها الخارجي. فكما هو معروف، المظهر الخارجي يُنبئ عن الكثير، ولكن ليس عن كل شيء، يمكن للمظهر الخارجي، في سبيل المثال، أن يكشف كيف يأكل الشخص وكيف يمشي وكيف يتكلم وماذا يقول وكيف يُجيب عن سؤال المعلم أو كيف يجري في المتنزه، ولكنه لا يُنبئ مطلقاً في أي حال من الأحوال عن الكيفية التي تسير فيها الحياة الداخلية، وحتى لا يمكن لأحد أن يخمن ولا يستطيع الحكم على الشخص من خلال المظهر الخارجي الفارغ. فحتى لدى المجرم، على سبيل المثال، يجري حوار داخلي مستمر مع نفسه، حوار تبريري تسويغي، يا ليت أحدنا يسمع هذا الحوار، ليته فقط! وعند الصبية العادية البسيطة ابنة الاثني عشر عاماً جرى هذا الحوار باستمرار من دون انقطاع، فطوال الوقت كان عليها أن تقرر ما يجب القيام به في كل دقيقة تماماً – كيف وماذا تجيب، وأين تقف، وإلى أين تذهب، كيف تتصرف. وكل هذا من أجل هدف واحد مهم جدًّا، من أجل أن تخلّص نفسها، لكي لا يضربها أحد ولا يثيرها ولا يزاحمها.