قصص قصيرة جدًا

0 592

بيان أسعد مصطفى – الأردن

قلب

الفتاة التي علقت قلبها على الشرفة ذهبت إليه في الظهيرة، فوجدته مفتتًا من سطوح الشمس، فخلعت ثيابها كلّها أمام السائرين، وجعلت يديها في الهواء ممدودتين بشكل أفقي، وأغمضت عيناها.

سمكة

سمكة صغيرة تسبح وحدها في حوض كبير، انتهى الطعام، ماتت مربيتها، حملقت السمكة بها، وألصقت وجهها على زجاج الحوض.

علاقة حب

هناك شاب أحدب يتجول دائماً بين الأزقة، يرتدي شيئًا يغطي الحدبة على ظهره، لكنها لا تتغطى، وكان الجو شتاء كثيراً ودافئاً ومناسباً جداً لخوض علاقة حب مثيرة.

برد

بردت المرأة التي تجمعت برأسها كل الأفكار السيئة عن العالم، فألقت على جسدها كل الملاءات، وأشعلت المدفأة، ثم حين عرقت ذهبت لتستحم، وفي الحمام أضاءت الشموع المعطرة، وغابت في حالة خاصة عما حولها.

مزاج

مزاج الصياد يختلف كل يوم، في يوم ما، عندما ركب صديقه معه على قاربه كان ينتحب حتى وصل صوته إلى منتصف البحر.

قُبلة

عندما التقيا أخيراً قبّلته؛ كانت قبلة ممزوجة بالأسى؛ الأسى آذى شفتيه، تقطرت دماً، وتسرب الأسى إلى قلبه فانمحى شيء ما.

قطة

القطة تتمختر في الحديقة الكبيرة وحدها، تتجول في أنحائها كلها بحرية، مع أنّ الحديقة ليست لها، والطعام المبعثر على الأرض ليس لها، ثم إنها تنظر إليّ بتعالٍ رغم قذارتها وكثرة ألوانها.

ذكريات

هناك أغانٍ تذكرني بشيء. هناك رائحة عرق تذكرني بشيء. هناك رائحة صابون تذكرني بشيء. هناك تقلب مناخ يذكرني بشيء. هناك كلمات تذكرني بشيء. هناك ابتسامة معينة ابتسمها تذكرني بشيء. الذكريات حياتي.

جَمال

البحرغارقٌ بلونه. الشمس هائمةٌ بحرّها. الفتاة منذهلة بجمالها. الأشياء حولهم كلّها خافتة.

زحام

اختلطت بالزحام فضاعت الحقيبة، وتبدلت رائحة عطرها بالدخان، واختلفت أفكارها.

باب

الباب الذي لا يغلق جيدًا ظل يصفق مع تحرك الهواء، لم ينزعج منه أحد، فالبيت فارغ والرجل الذي يسكن في الطابق السفليّ يعزف الساكسفون على وقع الصفق.

نيكروفيليا

المرأة التي بقيت خائفة طوال حياتي من فكرة النيكروفيليا، طلبت وصية واحدة هي أن تدفن بين حشد القبور باسم مستعار، بينما آل مسار حياتها إلى أن تكون جثتها مغطاة بقماشة فحسب، يبللها المطر، وتهترئ من الشمس.

وردة

الوردة التي التقطتها الطفلة لتهديها لأمها كانت أكثر الورود صعوبة في الوصول إليها من الطريق الوعر.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.