نصوص مازن المعموري
شاحنة الجثث
المشكلة في الإطارات… كانت مربعة
المشكلة في البنزين.. كان مدهونا برائحة الأمل
المشكلة في الأبواب.. كانت محاطة ببراز الحشرات
المشكلة في الطريق.. لم يكن مبلطا باللحم الآسيوي
المشكلة في السائق.. كان نائما طوال الغيمة
المشكلة في الشجرة المحاذية للبول
المشكلة في أنك تريد أن تعرف
المشكلة في أن بدن الشاحنة مشوي
المشكلة في العبور غير الشرعي
المشكلة في المحرك.. عطس كثيرا
المشكلة في أوربا.. أنها بعيدة جدا
المشكلة في أننا متعلقون بالأسباب العادية جدا
سيلفي أخير
وجوه شاحبة ملتصقة ببعضها البعض في مكعب البراد
العيون الجامدة تلاحظ ببطء حركة الإصبع وهو يقترب من شاشة الهاتف
ثمة ذبابة تحوم ثم تحط فوق أنف مسطح
وتبتسم
غرفة مضاءة بسواد أحمر
النبتة التي تفرعت من أصبع قدمي الأيسر
تلتفّ فروعها الناعمة حول ساقي
تضخمتْ لدرجة أنّني لم أعد أعرف من منا كان هو الأصل
تستلقي المروحة تحت جلد السقف المنخور
وبين كل الأسمال والأدوات المحطمة وغبار الجدران المهشمة
مازال رأسي معلقا بريشة المروحة وهو ينظر إلى العالم كطفل ساذج
قلف الشجرة الخشن
يحتكّ بجلدي ويضغط على جمجمتي التي استطالت بين الأعواد
لا أدري لم اختار الغراب فصّ عيني اليمنى
رغم كل التشوهات التي عَلقتْ بحدقتها السوداء
مهاجر عراقي
يحمل العراقي خوص السعف ليربط أطفاله بأحجار الطريق
أحيانا يبتكر حبالا للعودة إلى قعر الخيسة
ليسحب أساطير الدين ويطالب الآخرين باحترام مراحيضه
بالنوم على مساطب مسلحة بالكونكريت
في جيبه علبة من التعاويذ وآيات الحفظ من السرسرية واللّداغة
يبكي على الماضي ولا يعرف ماذا يريد
يربط أطفاله بجذع الحقيبة
ويسألهم عن الجذور العمياء
في الحاوية على ظهر سفينة غير شرعية
نتانة الهواء تهبط على بقعة طفل متورم من الجوع
وممدود كنفاخة مثقوبة
تسيل منها صور المفخخات
بين أكداس البضائع القديمة وشق صغير لحافة الجدار الحديدي
ثمة لون أخضر يطل على حافة الموت