إعادة الأفلام في هوليوود .. نقطة ضعف أم إستراتيجية ربحية طويلة الأجل!

ورشة فن - سينما

0 974

حسن المدلوح – السعودية- سماورد

يبدو أن صناعة الأفلام الأمريكية باتت تفتقر خلال العقدين الأخيرين لنصوص وأفكار جديدة؛ الأمر الذي جعل إعادة صناعة الأفلام وسيلة لبقاء عجلة الإنتاج السينمائي مستمرة داخل استوديوهات الأفلام الهوليودية. وكثيراً ما استعان منتجو أو مخرجو الأفلام  بروائع من السينما الأوربية لإعادة إنتاج الأفلام وضخ الحياة في السينما، بعد اقتباس قصص أوربية أو عالمية و”أمركتها” سينمائياً كي تحلو لصانع ومشاهد الأفلام الهوليودية على حد سواء.

بدايات أفلام الـ Remake

بدأت إعادة صناعة الأفلام في هوليود بعيد زمن الأفلام الصامتة، وكانت أغلب ما يعاد من إنتاج هو للأفلام المقتبسة من روايات كلاسيكية  كـ (اوليفر توست)  لتشارلز ديكنز، حيث  كانت أول نسخة سمعية  لـ (اوليفر توست) في سنة 1933 بعد خمسة أفلام صامتة. كما كانت قصة الفنتازيا للويس كارول (أليس في بلاد العجائب)، والتي  كانت أول نسخها السينمائية في 1909م. وجرى نفس الحال، مع أفلام  كلاسيكية أيضاً للمخرج والممثل الأمريكي ديغلوس فايربنكسفي  ( علامة زورو 1920) و (حرامي بغداد 1924)، وهي جميعها أفلام صامتة حتمت على المنتجين فيما بعد إعادة النظر في إنتاج هذه الروائع مرة أخرى، حيث كان  أول إعادة أوRemake  للفيلم (زورو) في 1940، وكذلك (حرامي بغداد) في نفس العام  وقد لقيا إقبالاً جماهيرياً واستحسان النقاد كذلك.

أما أفلام التكنوكلر (الملونة)، والتي كانت تعرض بجانب أفلام الأبيض والأسود فيما قبل وبعد الثلاثينيات ، دفعت وبلا شك بعض المنتجين والمخرجين  في هوليود لإعادتها كلوحات كلاسيكية كـفيلم  “مغامرات روبن هود”، حيث لعبت التطورات التقنية في صناعة الأفلام دوراً كبيراً في إعادة الأفلام الكلاسيكية في الدرجة الأولى، ومن ثمة إعادة الأفلام ذي الرواج والنجاح الكبير. ولأن ما يقود صناعة الأفلام هو وجود استيديوهات قائمة على مبدأ الربح أولا، لذا سعت أكثر الشركات على التركيز على إعادة الأفلام التي تجني الربح لما تراه فنياً يتطلب إعادة إنتاج. ولكن مع ظهور موجة صُنّاع السينما المستقلين ورفعهم راية سينما المؤلف في وجه استيدوهات هوليود،  ظهرت إعادة لأفلام. كان للمخرج النظرة الكاملة والحرية المطلقة فيها، وفي الرؤية الفنية للعمل، وكانت أغلب تلك الأفلام ذات ميزانية متوسطة أو ضئيلة .

أما أفلام البطل الخارق، والتي لا تنتهي سلسلتها  كـ (سوبرمان)، و (سبايدرمان)، و(باتمان)، و(الوحش الأخضر)، و(الرجل الحديدي) وغيرهم، المقتبسة من كتيبات رسوم متحركة؛ فترى بأن إعادة صناعة الفيلم لتلك الشخصيات يعد تطويراً في أحداث القصة ما يستدعي أحياناً تحويلها لشريط بصري معاد في أجزاء وعناوين متجددة.

ولا ننسى أبدا، أن صناعة الأفلام في هوليود هي تحت منظومة شركات تعي مسألة الربح والخسارة؛ لذا فإن إعادة الأفلام بجميع أنواعها هي إستراتيجية مستمرة بعيداً عن الرؤية الفنية البحتة؛ لذا يكون التركيز الأول هو إشباع رغبة المشاهد والتي تكمن في عاملين: التسلية والإثارة، والتي منهما يكون أساس نجاح العمل في البوكس أوفيس.

 كما تلعب الأجندات السياسية دوراً هاماً بجانب الهدف الربحي؛ فيقوم المنتج والمخرج بعرض الفيلم بالطريقة التي يريد لها بأن تقدم للمتلقي، أو حتى إضعاف شخصيات أساسية في الفيلم وتقوية شخصيات أخرى داخل نفس السيناريو. وهو ما نجده، على سبيل المثال، في قصص ألف ليلة وليلة أو كما يعرف بالانجليزية Arabian Nights   حيث قدمت سينمائيا أكثر من 8 مرات  منذ العشرينيات وذلك  بمسميات مختلفة  وأزمنة مختلفة، ورؤية إخراجية وفنية، وأيدلوجية مختلفة وحتى تقنياً وذلك حسب الظروف الزمانية والمكانية لإنتاج العمل السينمائي.

أفلام الثلاثية الأبعاد و أفلام الـ  Blu-Ray

ومع دخول تقنية الـ (3D) وانتشار دور عرض أفلام ثلاثية الأبعاد، بدأت موجة إعادة إنتاج الأفلام  مرة أخرى على تقنية الـ (3D) كـ (حكاية لعبة   (1999)  TOY STORY 2) على سبيل المثال، والذي يعرض هذه الفترة  في السينمات  بدون تغيير لأي من محتوى القصة الأساسي، وإنما العرض فقط على شاشات الـ (3D)، وهو تمهيد للجزء الثالث، الذي  من المقرر عرضه في صيف 2010.  أما تقنية الـ (  Blu-Ray) التي قدمتها شركة سوني والتي تفوقت على تقنية(DVD HD  ) من توشيبا، قد حلت الآن مكان عمل استديوهات هوليوود لتعيد بهذا التقنية التي تقدم الفيلم بدرجة صفاء ودقة عالية للغاية. إذ نجد الأفلام الكلاسيكية الأمريكية مثل Psycho (1960)  سايكو للمخرج ألفريد هتشكوك قد تم إعادة إنتاجه  وتقديمه بجودة الـ  Blu-Rayفي مهرجان كان السينمائي في فرنسا 2010  كتحية و تقدير لهتشكوك على مرور 50 عام على إنتاج  فيلمه الذي يعد نمط جديد لأفلام الرعب والغموض التي يعتمد فيها السيناريو على تحليلات سيكولوجية لشخصيات الفيلم. لذا نجد طرق إعادة الإنتاج الأفلام تختلف ولكن  تبقى المقارنات بين الفيلم الأصلي والمعاد إنتاجه او الـ Remake   لذلك يبقى المشاهد هو سيد الحكم الأخير!.

قائمة بأسماء أفلام مشهورة أعيد إنتاجها مرة أخرى.

الفيلم الأصلي الفيلم المعاد إنتاجه Remake film المخرج ـ Remake الممثلين – Remake
أليس في بلاد العجائب

1933-1951-1985-1999

Alice in the Wonderland

(2010) 3D

تم بورتن جوني ديب
  1981  صراع الجبابرة Clash of the Titans 2010 لويس لتيرير ليام نيسون
L.A Takedown 1981 Heat  1995 مايكل مان ربرتو دينير – ألبتشينو
Ocean’s eleven 1960 Ocean’s eleven 2001    
King Kong 1933 – 1976 King Kong 2005 بيتر جاكسون اندرين برادي – جاك بلاك
Oliver Twist

1922-1933-1948-1968-1982-1997-2004

 Oliver Twist 2005 رمان بولانسكي  
Profumo di donna 1974   ايطالي Scent of a Woman 1992   ألبتشيو
Sweeny Todd

1936 -1982-1998-2001-2006

Sweeny Todd 2007 تم بورتن جوني ديب
Twelve Monkeys 1962  La Jetée    فرنسي Twelve Monkeys 1995 تيري غيليام بيرس ويلس
In the Good Old Summertime 1949 You’ve got mail نورا افرون توم هانكس
Robocop 1987 Robocop 2011    
Bad Lieutenant 1992 Bad Lieutenant 2009 ورنر هارزوق نيكولاسكيج
The Karate Kid 1984 The Karate Kid 2010 هارل زاورت جاكي شان
The Day The Earth Stood Still 1951 The Day The Earth Stood Still 2008 سكات ديركسون كيانو ريفز
Edge of darkness 1985 Edge of darkness 2010 مارتن كامبل ميل جيبسون
A Night to Remember 1958 Titanic 1997 جميس كاميرون ليوناردو ديكابريو ، كيت وينسليت
Arabian Nights 1942 Arabian Nights 2011 تشيك راسل أنثوني هوبكنز

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.