“النص السينمائي، التوازن المفقود”

ورشة فن - سينما

0 598

أحمد سهيل – السعودية

“الفيلم ده قصة و الا مناظر؟”

جملة سُجلت ضمن ١٠٠ جملة شهيرة في تاريخ السينما المصرية؛ نطق بها الزعيم عادل إمام في مشهد جمعه بالأساتذة محمد هنيدي وأحمد آدم في فيلم “المنسي” لشريف عرفة؛ جملة ربما لم تكتب بقصد الشمولية، بل لتخدم المشهد الذي قيلت فيه فقط، و لكن مثل هذا الإبداع العفوي لا يصدر إلا ممن هم في مكانة ومقام “الحوت” الأستاذ والمؤلف المصري وحيد حامد.

لقد فقدت السينما مؤخراً جوهر الفن، وجماليات الأدب المرفوض والممنوع عنها، أدب الفكر والكلمة، وعانت وما زالت تعاني من جودة النص. ساعد ذلك فقدان المنتجين للجرأة، وركضهم خلف الصناعة التجارية. الأمر الذي دفع البعض من الفنانين والمنتجين والمخرجين الكبار إلى التوقف عن الصناعة لسنوات، وأوعز ذلك لتقديرهم، وخوفهم على مسيرتهم الفنية أن تحمل سيرهم بطولة، أو عنوان، أو شخصية فارغة، وعملًا لا يحافظ على ما قدموه قيمةً ومكانة. في الوقت الذي انتقدت فيه التوجه الكبير للمنتجين نحو الصناعة التجارية، أرى أنني معهم على وفاق في أمر واحد؛ وهو “العائد المادي” الذي لا يختلف على أهميته أحد؛ وأن الاختلاف إنما هو في أمر واحد أيضاً، وهو “التوازن”. كثير من الأفلام إنما صنعت عبثاً، وكثير منها لا تستحق العرض. ماذا يحصل حين يكتب النص بعناية؟ يقول المخرج الأسترالي بيتر واير في ورشة “ما العيب في التجاري؟” ضمن أنشطة سوق دبي السينمائي، عندما استهل حديثه الأكثر عقلانية، بين مدير التوزيع مايكل ويرنر و د. هالة سرحان التي كانت تمثل حينها قناة روتانا سينما، معللًا نجاح أفلامه عند النقاد والجماهير:

“ربما لأنني كنت أفكر وأنا أُخرج هذه الأفلام بطريقة لاستعادة النقود التي وضعتها، و كنت أقول لنفسي إذا أردت تعويض استثمارك فأنت بحاجة إلى جمهور.”

هو التوازن الذي يضفي على النص قيمته وجاذبيته، إن فقد ذلك التوازن، كان الحصاد هزيلاً، إن فقد ذلك التوازن فإن المتهم الوحيد هو “كاتب السيناريو”.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.