ترَاءَيْتَ لِي فرأيتُ
أمجد المحسن – السعودية
.. تراءيتَ لِي في القواريرِ ،
قُلتُ : أحبُّ القوارير .
تراءيتَ لِي في الصِّبا ،
فعزفتُ عنْ حكمةِ الشّيب .
تراءيتَ لِـي في الشّبابِ ، فعلّقتُهُ بينَ منزلتَيْ حكمةٍ ونزَق .
تراءيتَ لِي في الـمشِيبِ ،
فأحبَبْتُ رقْصَ البجَع .
تراءيتَ لِي في البديعِ ، فثقّفتُ حدْسِي .
تراءيتَ لِي في الفلَكْ ،
فأقلَعْتُ في الفُلكِ حتى أقيسَ الفَلَكْ .
تراءيتَ لِي في الطّموحِ فألَّفْتُ لِي ما يُؤدِّي إلى سِدْرةٍ قُربَ قابْ .
تراءيتَ لِي في الفُنونِ ، فعبَّأتُـنـي باشتغالاتها واحتمالاتها .
تراءيتَ لِي في العبادِ ، فأحببتُهُمْ .
تراءيتَ لِي في النّوافِذِ ، فاجتذبَتْنِي الفُتُوحات .
تراءيتَ لِي في النَّهارِ ،
فرغَّبتُنِي في رغيفِ الصّباح ،
وفِي نزهةٍ قبلَ أن تُسلِمَ الشمسْ .
تراءيت لي في الّليالي ، فقُلتُ .. السّهَر .
تراءيتَ لِي في الحجيجِ ، فأدمنتُ شَوفَتَهُمْ .
تراءيتَ لِي في العدالَةِ ، حاولتُ مِيزانَ رُوحِي .
تراءيتَ لِي في الحياة ، فقلتُ : تصرَّفْ بما
شِئْتَ ، أنتَ الـملِكْ .
تراءيتَ لِي فِيَّ ،
فاحتجتُ لِي وتشبّثتُ بي .
تراءيتَ لِي في الحقائقِ ، فاخترتُ حُلمِي !
تراءيتَ لِي في الّلغة ،
فصارتْ خِبائِي وصَارتْ حِرائِي
وصَارتْ قَبائِي .
تراءيتَ لِي فرأيتُ .
تراءيتَ لِي في الزّجاجِ
فقبّلتُ تُربةَ أرضِي .
تراءيتَ لِي في عُيُونٍ فقلتُ النّدَى بُرءُ دائي .
تراءيتَ لِي في نفيسٍ ،
فلم أعتنقْ غير هذا النفيس .
تراءيتَ لِي في الرِّضا فاسترحتُ إلَى دكَّةٍ في قبالِ الرِّضا .
تراءَيتَ لِي في الـهَوى ،
صِرتُ من أهلِه .
تراءيتَ لِي في البطاقَةِ ، فاحتفظَ الإسمُ بِي .
تراءَيتَ لِي في الصّلاةِ فأثَّثتُ ناصِيَتِي
بكواكِبِ يوسُف .
تراءيتَ لِي في العناقيدِ ، فاعْتصَرَتْها يدَايَ خمراً بكأسٍ يدقُّ الكؤوس .
تراءيتَ لِي في الرّمالِ ،
فأحصيتُ أخطاءَ خمسي .
تراءَيتَ لِي في الصّداقَةِ ، روّضتُ نفسي .
تراءَيتَ لِي في الأبوَّةِ ، فاخترتُ لِي والدي .
تراءيتَ لِي في الأمومةِ ، فاخترتُ أمِّي !
تراءيتَ لِي في : ترمَّمْ ، فلم أنعطِبْ منذُها .
تراءيتَ لِي في : تكوَّنْ ، وما زلتُ دائرةً منذُها .
تراءيتَ لِي في : أَحِبَّ ، فَحاورتُ شوكِي .
تراءيتَ لِي في : تحنَّنْ ، فَحنَّ إلَيَّ أنايَ .
تراءيتَ لِي في : انكَتِبْ ، فقرأتُ كتابِي .
تراءيتَ لِي في : تفهّمْ ، فأغلقتُ ظنِّي .
تراءيتَ لِي في هناكَ ، فصِرتُ هُنايَ وذَلِك .
تراءيتَ لِي في : تنزَّهْ فَأروَيْتُ بُسْتانِيَــهْ .
تراءيتَ لِي في : تقدَّمْ ،
فَسِرتُ مَعِي نحوَ نحوِي .
تراءيتَ لِي في الضّحِكْ .
تراءيتَ لِي في النّهايةِ ، أهَّلتُنِي لأهِلَّ إلى نارِ ليلَى ولِي .
تراءيتَ لِي في البدايةِ ، ناولتُنِي ورقاً ، وانطلقتُ.
تراءيتَ لِي في : الـمدى ، فتَضَرّجتُ بِي وتضَمّختُ بِي وتلطّختُ بِي .
تراءيتَ لِي إذْ تراءيتُ لِي .
تراءيتَ لِي في حِساباتِ جُمَّلِ عِرْفانِ
أبجدِ أمجد .
تراءيتَ لِي في النّجاحِ فقرَّرتُ أنِّي إليكَ
جهاتِي ونملِي وخيلي .
تراءيتَ لِي في انزياحِيَ عَنْ جوقةِ الـمولويَّة .
تراءيتَ لِي في العِمارةِ ،
أحببتُ هندسَةَ الخطّ .
تراءيتَ لِي في النُّقَطْ .
تراءيتَ لِي في الكمالِ ، فأشرعتُ نقصِي .
تراءيتَ لِي في الـمروءَةِ ، صَادقتُ نفسِي .
تراءيتَ لِي في النّظيفِ ،
تعهّدتُ ماعونَ أيّاميَهْ .
تراءيتَ لِي في النّصُوصِ ، أغويتُنِي بِك .
تراءيتَ لِي في الجمالِ ، فآنَسَنِي بسطُ جودِكْ .
تراءيتَ لِي في الجلالِ ،
فأَشبعتُنِي بِالّذِي فُصِّلَتْ .
تراءيت لِي في القصيدةِ ،
… فاخترتُ إسمِي !