ترَاءَيْتَ لِي فرأيتُ

0 510

أمجد المحسن – السعودية

 

.. تراءيتَ لِي في القواريرِ ،

قُلتُ : أحبُّ القوارير .

تراءيتَ لِي في الصِّبا ،

فعزفتُ عنْ حكمةِ الشّيب .

تراءيتَ لِـي في الشّبابِ ، فعلّقتُهُ بينَ منزلتَيْ حكمةٍ ونزَق .

تراءيتَ لِي في الـمشِيبِ ،

فأحبَبْتُ رقْصَ البجَع .

تراءيتَ لِي في البديعِ ، فثقّفتُ حدْسِي .

تراءيتَ لِي في الفلَكْ ،

فأقلَعْتُ في الفُلكِ حتى أقيسَ الفَلَكْ .

تراءيتَ لِي في الطّموحِ فألَّفْتُ لِي ما يُؤدِّي إلى سِدْرةٍ قُربَ قابْ .

تراءيتَ لِي في الفُنونِ ، فعبَّأتُـنـي باشتغالاتها واحتمالاتها .

تراءيتَ لِي في العبادِ ، فأحببتُهُمْ .

تراءيتَ لِي في النّوافِذِ ، فاجتذبَتْنِي الفُتُوحات .

تراءيتَ لِي في النَّهارِ ،

فرغَّبتُنِي في رغيفِ الصّباح ،

وفِي نزهةٍ قبلَ أن تُسلِمَ الشمسْ .

تراءيت لي في الّليالي ، فقُلتُ .. السّهَر .

تراءيتَ لِي في الحجيجِ ، فأدمنتُ شَوفَتَهُمْ .

تراءيتَ لِي في العدالَةِ ، حاولتُ مِيزانَ رُوحِي .

تراءيتَ لِي في الحياة ، فقلتُ : تصرَّفْ بما

شِئْتَ ، أنتَ الـملِكْ .

تراءيتَ لِي فِيَّ ،

فاحتجتُ لِي وتشبّثتُ بي .

تراءيتَ لِي في الحقائقِ ، فاخترتُ حُلمِي !

تراءيتَ لِي في الّلغة ،

فصارتْ خِبائِي وصَارتْ حِرائِي

وصَارتْ قَبائِي .

تراءيتَ لِي فرأيتُ .

تراءيتَ لِي في الزّجاجِ

فقبّلتُ تُربةَ أرضِي .

تراءيتَ لِي في عُيُونٍ فقلتُ النّدَى بُرءُ دائي .

تراءيتَ لِي في نفيسٍ ،

فلم أعتنقْ غير هذا النفيس .

تراءيتَ لِي في الرِّضا فاسترحتُ إلَى دكَّةٍ في قبالِ الرِّضا .

تراءَيتَ لِي في الـهَوى ،

صِرتُ من أهلِه .

تراءيتَ لِي في البطاقَةِ ، فاحتفظَ الإسمُ بِي .

تراءَيتَ لِي في الصّلاةِ فأثَّثتُ ناصِيَتِي

بكواكِبِ يوسُف .

تراءيتَ لِي في العناقيدِ ، فاعْتصَرَتْها يدَايَ خمراً بكأسٍ يدقُّ الكؤوس .

تراءيتَ لِي في الرّمالِ ،

فأحصيتُ أخطاءَ خمسي .

تراءَيتَ لِي في الصّداقَةِ ، روّضتُ نفسي .

تراءَيتَ لِي في الأبوَّةِ ، فاخترتُ لِي والدي .

تراءيتَ لِي في الأمومةِ ، فاخترتُ أمِّي !

تراءيتَ لِي في : ترمَّمْ ، فلم أنعطِبْ منذُها .

تراءيتَ لِي في : تكوَّنْ ، وما زلتُ دائرةً منذُها .

تراءيتَ لِي في : أَحِبَّ ، فَحاورتُ شوكِي .

تراءيتَ لِي في : تحنَّنْ ، فَحنَّ إلَيَّ أنايَ .

تراءيتَ لِي في : انكَتِبْ ، فقرأتُ كتابِي .

تراءيتَ لِي في : تفهّمْ ، فأغلقتُ ظنِّي .

تراءيتَ لِي في هناكَ ، فصِرتُ هُنايَ وذَلِك .

تراءيتَ لِي في : تنزَّهْ فَأروَيْتُ بُسْتانِيَــهْ .

تراءيتَ لِي في : تقدَّمْ ،

فَسِرتُ مَعِي نحوَ نحوِي .

تراءيتَ لِي في الضّحِكْ .

تراءيتَ لِي في النّهايةِ ، أهَّلتُنِي لأهِلَّ إلى نارِ ليلَى ولِي .

تراءيتَ لِي في البدايةِ ، ناولتُنِي ورقاً ، وانطلقتُ.

تراءيتَ لِي في : الـمدى ، فتَضَرّجتُ بِي وتضَمّختُ بِي وتلطّختُ بِي .

تراءيتَ لِي إذْ تراءيتُ لِي .

تراءيتَ لِي في حِساباتِ جُمَّلِ عِرْفانِ

أبجدِ أمجد .

تراءيتَ لِي في النّجاحِ فقرَّرتُ أنِّي إليكَ

جهاتِي ونملِي وخيلي .

تراءيتَ لِي في انزياحِيَ عَنْ جوقةِ الـمولويَّة .

تراءيتَ لِي في العِمارةِ ،

أحببتُ هندسَةَ الخطّ .

تراءيتَ لِي في النُّقَطْ .

تراءيتَ لِي في الكمالِ ، فأشرعتُ نقصِي .

تراءيتَ لِي في الـمروءَةِ ، صَادقتُ نفسِي .

تراءيتَ لِي في النّظيفِ ،

تعهّدتُ ماعونَ أيّاميَهْ .

تراءيتَ لِي في النّصُوصِ ، أغويتُنِي بِك .

تراءيتَ لِي في الجمالِ ، فآنَسَنِي بسطُ جودِكْ .

تراءيتَ لِي في الجلالِ ،

فأَشبعتُنِي بِالّذِي فُصِّلَتْ .

تراءيت لِي في القصيدةِ ،

… فاخترتُ إسمِي !

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.