الكتابة

0 503

 

عبدالوهاب أبو زيد – السعودية

 

الكتابةُ

أعني الكتيبةَ

إذ تتقدمُ نحوك بالوردِ

لا بالرصاصْ

الكتابةُ حبلُ النجاةِ

وساحةُ تنفيذِ حكمِ القصاصْ

 

الكتابةُ نجمٌ هوى

في سمائك

لا أنت تجفلُ منه

ولا هو عنك ارعوى

 

الكتابةُ نارٌ

تحيلك في لحظتين اثنتينِ

إلى كومةٍ من رمادْ

والكتابةُ ماءٌ يهدُّ جسوركَ حين يفيضُ

ويُعطشُ أرضك حين يغيضُ

ومنفىً تسميه أنتَ البلادْ

 

الكتابةُ روحٌ تفتشُ فيك

لتسكنه

عن جسدْ

الكتابةُ أمك تولدُ منك

وأنت الولدْ

 

الكتابة كافٌ ونونْ

حرثت أرضك البورَ حينًا من الدهرِ

حتى اعتراك الجنونْ

 

الكتابةُ

من للكتابة إلاك أنتْ؟

كي يخلصها من ضجيجٍ أحاقَ بها

ليس يتلوه صمتْ؟

 

الكتابةُ جنتك الوارفةْ

والحروفُ التي ولدت واقفةْ

وهي مهدك قبرك

سرك جهرك

ماؤك خمرك

يأسك صبرك

حبرك بحرك

من حررتك من العصبياتِ

والينبغياتِ والطائفةْ

 

الكتابة ليلكَ

شمس نهارك

خندقكَ

ارتفعت حول روحك أسواره

بئر مائك تلقي بدلوك فيها لتروي ترابكَ

همس الصلاة إذا كنت وحدك

شرنقةٌ يتدلى وجودك منها

خروجك عنك لتدخل فيك

وسعيٌ حثيثٌ وراء السرابِ

وإصغاءُ قلبك وهو المعلق بالماوراءِ

إلى تمتماتِ الترابِ

الكتابة جنتك المبتغاةُ

وغايتك المشتهاةُ

وحلمك بالممكن المتردد

بين التحقق والمستحيلْ

 

الكتابةُ خفقُ جناحِ اليمامةِ ملءَ السماءِ

وأنتَ الهديلْ

 

وهي ما أغدقته الحروفُ عليك

من الأعطياتِ

بهذا الزمانِ البخيلْ

 

وهي حين صحاراك تسرفُ في عسفها

وتسلُّ عليك سيوف الجفافِ

فراتٌ ونيلْ

 

فتشبث بكلتا يديك بها ما استطعتَ

فعما قليلْ

 

ربما سوف تُقرعُ أجراسُ عمركَ

مؤذنةً بالرحيلْ

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.