ثلاث صور

0 356

 

حنين علي الباني – العراق

 

1

يمخر جسدي قطٌ أسود، لا يفقه سوى المواء في الازقة، يطمر صوتي برصاصة باردة، يوشي للقبيلة نتانة الاسماك

لاحقا

يدفن رأسه داخل حوافيّ، حين تستهويه رائحة العهر والشتائم.

الشوارع مدلسة أو رهينة، لا تُحرّم لحس الاحذية العالية؛ فكلما كبر مقاسك ضاق طريقك.

أنت تعرف جيدا الطريق المؤدية لعُنقِك، تتجه نحوها، تجلدك بسياط العبودية، لو أنك تحيد عنها لربحت الآخرة.

 

2

وجهي شبيهي في المرآة

لكل صورة مزاج ولكل صورة موقف

ولكل موقف برواز

أُحنطه عند الراحة، أو عند موعد غرامي، لعبةٌ عيناي للضوء، للقمر، للفاكهة المعتقة،

الضوء له الظاهر والقمر يشرب الدموع، لك أنت أن تخمن عدد

المنتحلين لليل، والمُعمدّين بهيجانه

نقطةٌ أنت في فم الصورة، تشوهك الذكرى ويخلدك التراب.

 

3

نسرٌ يحط على الحائط

يكتب النذور ويفسح الحرب، يجلب النحس ويخصي الجنود،

يدس الرصاص بين الافخاذ، هل تجنبت الرقص على الحطام، ظننته القتيل في الماضي؟

الفتى يلف يديه، يصفق للحبل وينتهز الفرص، كل قتيلٍ كان مغنى، كل قتيلٍ كان موعودًا، بأن يُصلى، أن ينأى عن الدروب ويتآكل.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.