من دفاتر الطفل

0 611

علي عاشور – كندا

حلَّ شهرٌ جديدٌ نسي ملابسَ الشتاءِ في المسافة. يحمل معه حقيبتين من هواجسِ الطفلِ الذي ينسجُ من دموعه شِباكاً يصطاد بها ذكريات العائلة. يتساءل: ماذا يفعل أثاثُ غرفة الجلوس عند نومي؟ أي حكايةٍ تتسامر بها الطاولة مع الكرسي وأي نميمةٍ تهمسها اللوحةُ في أذن الحائط؟

يروي أنّ العائلة تحضر عند نومه كي يتفقدوا المكان. يقطف الأب من الهواء فاكهةَ الغربةِ، وتطوي الأمّ قميص الهجرة قبل أن تغسل البارحةَ العالقة في الصحون والكأس. تكتب الأختان رسالة على جبين النافذة، بينما يقيل الأخ على الكنبة ليلتحق بأخيه في المنام.

ويروي أن حبيبةً .. أن حلماً أسمر ..

ويحلُّ الطفلُ الموسوم على كتف ظلمة الزاوية. يرافقه طفلٌ اعتاد البكاء خلف الأبواب، راسماً من ظلالها غطاءً للصيحة. يجئ معهم أطفالٌ نزلوا من مشط الليل، بعدما سرّحوا الغيم وربطوا وثاق البرد، ورموا أسماءهم في بئر طفلٍ ضائع. يُحكى أنّه رأى الدرب فأشاح عنها واختار وعر الحلم.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.