ومازال النخيل يبوح    

0 646

نزار البيومي – مصر

 

عرياناً كنتُ

سوى من ورقة توتْ

ألتفت

وعيناى جنينا الوحشة

صحراءٌ تمتدُ

فتختبئ بيوتْ

أوصالى

كخريفٍ يهزم بوحي

والكون سكوتْ

أنتحل البسمة

فوق شفاه تتيبسُ

من صدأ الكهنوتْ

ينكرنى ظلى

لكنى مشدودٌ

بخيوطٍ لم أرها

النخلةُ جاءت

من يتم الوقت تراودنى

تسّاقط رطباً

من فردوسٍ أعمى

وأنا أمضغُ وجعي

أندفعُ كشيطانٍ نهمٍ

نحو المطرِ المرِ

فيختبئ الثمرُ

وراء الباب الموصودْ

يا نخلةُ إني محرومٌ

مدينّي من ذاك القوتْ

النخلةُ قالت ظلي

فانعمْ بالرغدِ الموقوتْ

ألمسُ جذع النخلةِ

يشتد صهيلي

تخرجُ مردةُ أعضائي

من قمقمةِ الصحو المكبوتْ

أصعدها نصلاً نصلا

تهبط فيّ كفاكهةٍ جزلى

ويداي دماء تصبغني تصبغها

يغويني الأمل المعقودْ

الريحُ عوارُ النخلةِ

تتأبى

يصعقنُي السعفُ المطلي

بلون الجبروتْ

أسقط مهزوماً مأزوما

يأويني الظلُ

أغني

رغماً عن خوفِي

رغماً عن جوعي

رغماً عن أملي المفقودْ

أرسمُ حلماً أبيضَ

فوق جبينِ النخلةِ

وأخط خطوطاً

تسمعنُي

يصعد ُماءٌ رقراقٌ

يغمُرها

تغدو متكئاً

وعيوناً تتلألأ

وطناً يرجعُ

محراباً يهمسُ

نافذةً تفضي للملكوتْ

ثمة شىء يلمعُ فى سعفِ النخلةِ

يطفئُ فىّ غنائي

الوقتُ يحينْ

تأخذني الرعشةُ

يا نخلةُ

يا زمن البوحِ

نسيت الثمرَ

نسيت الجوعَ

نسيتْ

أحتاج لظلكْ

فدعيني للغدْ

الظل يغيبْ

والنخلةُ تنأى

عرياناً صرتُ

سوى من ورقة توتْ

…….

ألتفت ورائي

النخلة أمستْ ليلاً يتهاوى

وأنا كنت أموتْ

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.