الشِّعرُ والأمُّ والخُلقُ

3 689

علي وهبي – لبنان

الشِّعرُ أولُ غيثِ الخلقِ
الأُمّ رحمُ الغيثِ،
الشِّعرُ تهويدةُ أُمٍّ ترمشُ فيتلاشى الأرقُ
الشِّعرُ يدُ كلِّ أُمٍّ تربّتُ الأكتافَ
الشِّعرُ كفّا أُمٍّ ترقُّ أرغفةَ الحياةِ
الشِّعرُ أريجُ الأمومةِ،
الشِّعرُ أن تسعى، وتمزِّقَ الأوراقَ
ولن تستطيعَ أن تكتبَ “أُمًّا”
الشِّعرُ صوتُ جدّتي مرتِّلًا آياتٍ مِن سُورةِ مريم
الشِّعرُ سجدتان على قبرِ أمٍّ أو أختٍ
الشِّعرُ رحمٌ يقلّدُ الأُمَّ في إنجابِها
الشِّعرُ معاناةُ أُمٍّ، ابنُها يكتبُ أو يظنُّ ذلك
الشِّعرُ مأساةُ أُمٍّ، ابنُها يكدِّسُ الكُتبَ وربّما يقرأُ..
الشِّعرُ ملهاةٌ في حضرةِ الأمِّ
الشِّعرُ إِسراءٌ يسعى إلى بلوغِ الأمومة
الشِّعرُ نارٌ قرأتُ قبسًا منها، فحفظتُ “أحنُّ إلى خبزِ أُمّي”
الشِّعرُ خبزُ القرابين
الشِّعرُ جرحٌ في جبينِ المُتَنبِّي
الشِّعرُ عينا “طه حسين”
الشِّعرُ “سنونو تحت شمسيّة بنفسج”
الشِّعر ما قضى به سقراط
الشِّعرُ ما ماتَ لأجلِهِ لوركا
الشِّعرُ دِفءٌ، بردٌ، إعصارٌ، سكونٌ، رجفةٌ، رعشةٌ، صمتٌ، صراخٌ، سكوتٌ، هُتافٌ، فراقٌ، لقاءٌ، حتوفٌ، موتٌ، بعثٌ، وما الجديد؟
الشِّعرُ سردٌ حالمٌ، نثرٌ متمرّدٌ،
الشِّعرُ نزقُ الثوّارِ
الشِّعرُ ما لا يُسهب في الحديثِ عنه
الشِّعرُ أن تحذفَ ما كُتِبَ أعلاه
الشِّعرُ مرآةٌ وليس لكَ أنْ تراها
الشِّعرُ سعيّ بين الجنون والجنون
الشِّعرُ شرٌّ لولا عين الأُمِّ
الشِّعرُ أربعُ زهراتٍ وشتْ منديلَ أُمّي
الشِّعرُ أُمهاتٌ ما زلن يُبعثن ليلاً، يقصصن على أطفالهنّ حكايا النومِ
والشِّعرُ ليس له أنْ يُعيدَ أُمًّا، أختًا، يأخذَ الذِّكريات قافيةً
لنغرقَ في الشَّجنِ…
الشِّعرُ يا أُمّي قبرٌ بعيدٌ قريبٌ
بين رئتيكِ نهى
بين يديكِ كُلّنا

قد يعجبك ايضا
3 تعليقات
  1. لينا+شباني يقول

    ما اعتدتُ منكَ يا صديقي إلا كل إبداع.
    أما قصيدتكَ الشجية هذه، فهي سيمفونية حروفٍ، حملتني على متن الذكريات، إلى طفلة لم تكن تجد الأمان إلا في حضن أمها.

  2. علي وهبي يقول

    عذرًا أستاذتي لينا على تأخري في الردِّ
    لعلني بسبب انشغالي بالقراءة الورقية وانشغال الاكتئاب بي إلى حدٍّ فاتني متابعة أمور مهمّة وجيّدة وايجابية كتعليقكِ أعلاه
    دامت ذكرياتك آمنة نعيدكِ إلى الأم إلى سدرة الأمن..
    ودام حرفي بكِ يستحقُّ القراءة..

  3. علي وهبي يقول

    عذرًا أستاذتي لينا على تأخري في الردّ.
    لعلني بسبب انشغالي بالقراءة الورقية وانشغال الاكتئاب بي إلى حدٍّ ما، فاتَني متابعةَ أمور مهمّة وجيّدة وايجابية كتعليقكِ أعلاه
    دامتْ ذكرياتك آمنة نعيدكِ إلى الأم إلى سدرة الأمن..
    ودام حرفي بكِ يستحقُّ القراءة..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.