تفاصيل نهار العطلة

0 73

 

علي وهبي – لبنان

 

بَعد سفرِ أُمِّي لم يعدِ الأحدُ يومَ عطلة.

 

صباحًا كأيّ يوم ضب الفرشة عن الأرض.

شطف مدخل البيت (ط أرضي)، غسل الثياب، وتنظيف السجّادتين بهوفر تقليد…

نشر الغسيلات عندما تنهي الغسّالة الأوتوماتكية.

 

وقبل أن انتهي من أعمال العطلة، وأتفرّغ للقراءة، عاد أبي من نزهة الأحد وفي يمينه كيسٌ أسود.

لا يشبه صندوق الطائرة الأسود فلا أصوات به بل تفوح منه رائحة نفّاذة قد تزعج مَن لديهم حسّاسية من الروائح القوّية إذا كانت زكية أم عفنة.

ناولني والدي الكيسَ

وقال: “عندما أعود من الجامع أريد أن اتغدّى”؟

لا رأس هذه المرّة في الكيس.

كراعين للغدا.

هنا تذكرت ما غنّاه صديقي أحمد الرمضاني “كراتين يا درب العنا كراتين” خلال إعادة الكتب غير المباعة إلى عتمة الصناديق.

وهمستُ “كراعين يا درب العنا”..

خمسة أيدي ربما أقدام ولكنها طبعًا ليس لنعجةٍ واحدة،

إذن أين أقدام النعجة الثانية سؤال عبثي لن يسعفني في إنهاء أعمال المنزل، والجواب شبه المنطقي لقد أشتراها أبٌ ما.

 

احضرتُ هاتفي دخلتُ موقع الـ YouTube كيف تنظّف الكراعين؟ أغلب الأفلام كانت مدّتها عشر دقائق وما فوق أغلقتُ الموقع وبسرعة

اتصلتُ بامّي .. ماما شوّحت الكراعين عَ الغاز ونقعتها بكربونة وخل…

ماما: كتير منيح اغسِلُن منيح وبالسكين حفّن ونظفهن وعاليهن ع النار مع ورق غار وعيدان قرفة وبصل إلخ.

–  ماشي ماما، بلّشت. شكرًا يا روح قلبي.

 

طنجرة الكراعين على النار…

أوشكَ النهارُ أن ينتهي.

أشعرُ وكأنَّ الجَلي “عم يتطلع فيي بالورب”

بينما يعاتبني الكتابُ وينظرُ إليّ شزرًا…

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.