غيمة جنوبية
ناصر بن محمد العُمري – السعودية
بهاء مناطق الجنوب كالمفاجآت المباغتة … تأتي دون مواعيد مصطحبة معاني اللذة.
ذات عيد، كان الجنوب يصافحنا كل صباح، بمشهد ساحر.
اليوم عاد جدّي من الحقل باكراً، بلحيته البيضاء التي تشبه سحابة تمطر على أرواحنا. يسير باتجاهنا، ونرى خلفه الضباب يلف الجبل المجاور – حينها لم أكن أعرف شيئًا اسمه الضباب-
أسأل جدّتي عن هذا المشهد الغريب الذي باغتنا.
تجيب: الجبل كائن بحري يطير إلى أماكن أخرى بحثًا عن مأوى يستريح فيها.
أبي قال: أن الجبل يعاني مثلنا من البرد الشديد لذا تخرج أنفاسه على شكل ضباب.
وأخي الأصغر يقسم لأبناء عمي، في المدينة البعيدة، أن الجبل عندنا اليوم كان يدخن بل وينفث دخانه في وجه الأشجار.
أختي تفسر الأمر بأنه “كلما فقدت غيمة بوصلتها…لاذت بالجنوب”
أما صوت فيروز فيؤكد:
“لما بغني اسمك بشوف صوتي غني
ايدي صارت غيمي وجبيني علي”