نصان

0 140

 

إيناس فليب – العراق

بومة في النادي الليلي

مثل بومة في النادي الليلي

أنظر للسعادة على أنها وقت طارئ

ولا أعرف معنى أن يعيش الإنسان سعيدًا

أن يتحول هذا الفم للضحك فقط

وأن يسير المرء على قدميه دون أن يتعثر

شيء يشبه الإجابات الجاهزة

الإجابات التي تسبق الأسئلة،

أريد أن أشتم العالم بفم مبتسم

كالذين يقرأون تهنئة عيد الميلاد

وهم يفكرون باستخدام شفرة الحلاقة للهروب من الحياة،

 

لست سعيدة..

وفي كل مرة ينثلم بها العالم نحو اللاشيء

أحاول أن أسقط معه

أن أضيع في الفراغ

مثلما تضيع تنهيدة في الصمت البارد

الفراغ الذي تولد منه الأشياء الغامضة

الأشياء التي تشكل عالماً آخر

لا يعرفه الذي يعيشون هنا،

 

أسمعكم أيها المنسيون

وأنا أنفض الغبار من فوقي

وأدفن الصرخات في حنجرة جافة

وكأن واحدًا منكم يربت على كتفي

كلما قلت: “أنا وحيدة”

وكان واحدًا آخر يحتضنني كلما شطرتني السنين

وكنتم كلكم أيها المنسيون تختلطون في رأسي

كلما حاولت الكتابة

وكأن العالم حين نبذكم أراد أن يخبرني

بأني سأبقى عالقة في الأمس

مثلما تعلق حشرة في عش عنكبوت،

 

لا أحد هنا يعرفني

ولست على دراية إن كنت أعرف نفسي

وغير مهتمة لمعرفة ذلك

أريد أن أسير على الماء

وأن أموت في رؤوس الذين يتذكروني الآن

أريد أن أعيش مثل فكرة

تبدّل جلدها كل مرة

لكنها لا تموت

 

 

امرأة في خزانة

أكبر في الغرفة مثل بطيخة

يراني الآخرون كرة صلبة،

لكنّي من الداخل أتفتت بلمسة واحدة،

من الجيّد أن تكون الفتاة قويةً،

فللجميع أصابع تنتظر الدموع.

أنا أضعف من أن أكون امرأةً تبكي

لأنني لا أملك معنىً واضحًا للبكاء،

أسرق الحزن من خزانة أمي فأصيره،

امرأة حزينة تدخن في الخزانة.

لقد ورثت من الظلام مقبرة،

فمن الغريب أن يكون الموت حاضرًا

ونحفر الصخر لشراء منزل

فيه غرف صغيرة لا تتسع لنا،

لكنها تحمل آهاتنا اليومية..

وبكل ألم وطواعية نودع اليوم

مثل شربة ماء،

فالأيام جسد العمر!

كأن يكون اليوم عين الحياة أو أنفها،

الموت ساخن أيها العالم

والحقيقة باردة

الصمت، الوحدة، مواجهة الحرائق،

أشياء تسحب الخوف من القلب،

لكنني أربيه مثل طفل

وأخشى أن لا يكون لديّ من الحياة

سوى رمشها

 

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.