من نصوص مجموعتها الشعرية (البدوية) – زينب هداجي
أنا نخلة
لابد أن تتعثّر
أقدامي في الظلام،
لأسقط من زرّ في قميصكَ
وأفتح نوافذك
على “شارع باريس”:
سيتوقّف المترو
وكل السيّارات
سيصمتُ المارة.
سألوي عنقَ الشارع
وأغرسُ رأسه
في نخلة جاثمة
منذ القدم
في واحات الحامة[1].
النخلة التي تَمشي بلا ساقينِ
ولا تتعثّر مثلي.
هذه الحـــــكاية
وحيدة
أشقّ الضّباب
بسوط من الذكريات القديمة.
تقول جدّتي بأنّي
سأكون سماء
تستجير بها النساء من ظلم الأرض.
ولكنّ الحكايات في وجهي
دفنت قبل أن تُروى
لمن كانوا عطشى لسماعها.
لمن كان الفراغ يقتلهم
هم الذين أحيتهم هذه الحكاية.
حبّات الرمّان
لم يعدْ بإمكاني انتظار الدم
ينفجر في قلبي
فيداي تهربان مني إلى هناك
حيث لا عمر يقاس بالوقت.
كل الوقت لي:
لا مواعيد للقطارات تحجّم حُلمي،
لا مُديرين في العمل يحكمون على لَكْنتي الغريبة.
لا شيء مهمّ أكثر من حبّات الرمان تتدحرج فوق الصحن
وتطرب لها كل خلايا جسمي.
قطار المستقبل
حين ركبت قطار المستقبل،
تعثرت عرباتي في صور الطفولة الملفوفة حول عنقي.
هو ذات الحبل الذي كنت أقفز به صغيرة في الحي،
ظل يطول عبر الزمن…
كنت أحلم برميه لأتسلق إلى السماء،
كنت كل يوم أضيف إليه ضفيرة…
قطعت كل الحبال إلا هو…
سرت بعيدا فانقطع!
[1] مدينة واحية في الحنوب الشرقي لتونس. تعود الجذور العائلية للشاعرة إلى هناك.