نصان للشاعر الباكستاني د. جواز جفري

0 377

ترجمة رائد أنيس الجشي

 

(1)

كان معبد الكرنك تحت قدمي

بعد قرون من السفر،

استحوذت الأرض على قدمي.

والكرنك كان تحت نعلي

المدينة المقدسة ذات المعابد الجميلة،

مقابل الهدايا الثمينة،

بوزن كلام الوحي الالهي

تُعلا المقاييس.

وكانت بوابات المدينة الذهبية

جارات السماء!

 

كأول أشعة للشمس،

لمست أرض الكرنك

أضع جبيني على الأرض.

أمامي غابة خضراء تبلغ عنان السماء،

تضيء بالنور المنبعث من عيون أمان رع!

مشيت على مياه النيل البيضاء

وبلغت منتصف مدينة الأحلام.

 

كنت أبحث عن تلك المرأة المحببة ذات الأسماء الألف

من كانت تضع على رأسها التاج الذهبي لدولتين

وهي جالسة على اللغات* المقدسة للسيد الشمس،

كانت تصب الحياة في المياه الإلهية.

لون شعرها الداكن

هو خصوبة النيل.

 

وكي استعيد وقع خطاي

جمعتْ جواهر جمالها،

واحتميت بشعرها الأخضر الطويل.

 

رقة عينيها

أرغمتني على السير

على جانبي الأيمن،

تلقاء شكلها اللوني

 

وأمامي كان مزار الرب.

في العرش،

اعتاد الأباطرة على منح نصيبهم الأول من الغنائم له.

 

حين أبصرَنَا باب الوحي، يؤذن بالانفتاح.

قدمت منحوتات الحيوانات المقدسة من الذهب الخالص للرب

منغمسًا في رائحة المرأة الخصبة الواقفة بجانبي،

ننتظر النبوءة.

أنفنا يشم رائحة اللبان، وهي تتصاعد من مطلع الوحي.

جالسين في الظل حيث،

اعتاد الرب أن يكتب مصيرنا.

وفجأة، من سماء المشهد،

بدأت العملات الذهبية للرومانسية،

تمطر علينا.

 

عندما حل الليل،

غطى الظلام ملامحنا؛

التي اكتشفناها في دمنا

قبل انطفاء المصباح.

 

عندما صعدنا سفينة الشمس الحارة،

في أفق الكرنك.

جلسنا على ركبنا

سجدنا على الأرض.

ورؤانا تتجه نحو الأقصر.

حيث كان إله النيل يقف على ضفته متلهفًا

لاحتضان آمون.

 

آمون، إله الشمس والريح والخصوبة في الميثولوجيا المصرية

 

(2)

امرأة تسامر المرآة

أيتها المرأة التي تسامر المرآة!

لقد احترقتُ حتى بت رمادا في تلك النار،

التي لا يدركها خشب جسدك الأخضر

كانت ستتغير فعالية طينة مظهرك المعطر،

لو عمدتكِ تلك النار

 

يا مقتطفة أزهار الخرنوب

من تلك الأزمان الغابرة،

حيث اعتاد إمبراطور بابل المحسن أن يجمع النص المكتوب على الصلصال،

كنتُ مرسومه لحساب آثار أقدامك

 

قبل هطول الأمطار الأولى على الأرض، كنتُ أتوق إليك؛

قبل أن تتفتح الزهرة الأولى على غصن الورد،

غنيتُ الأغاني من أجل شفتيك.

في ذلك الزمن،

عندما كانت الأرض غير مألوفة للأصوات،

دعوتُ باسمك

 

يا امرأة مصنوعة من لون القرفة!

هل طبيعتك من صنع الليمون؟

 

يا امرأة معزولة عن لغة المودة،

رغبتك تحطمني.

لو كنتُ ملكا على ارض الكوكب

لكنتُ سأنقش على أول عملة مسكوكة باسمي،

اسمك وحدك

 

د. جواز جفري

 شاعر وناقد معروف يكتب القصيدة بالأردية والإنجليزية. يشغل حاليًا منصب أستاذ اللغة والأدب في كلية الدراسات العليا في لاهور له مقالات في الكتابة الإبداعية، والنقد، والشعر، وكتابة الدراما، والمقالات، والدراسة المقارنة للأديان، والآفاق التاريخية والثقافية للمجتمع، والأساطير العالمية، والعلاقة بين العلوم والأدب، والأدب الدولي، والموسيقى الكلاسيكية والفنون الجميلة الأخرى. ترجم كتابه ألف أكثر من 20 كتاب وحصد عدة جوائز منها

جائزة الرئاسة الباكستانية المرموقة (الجائزة الوطنية لحقوق الإنسان، 2016). السفير الدولي للسلام (W.L.F.P.H.R)

جائزة فراني بوردي الأدبية (ألبانيا 2013) وشاعر باكستان الفخري (سيشل 2019)

.

 

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.