حسن المدلوح-السعودية-سماورد
تحلق أميليا إيرهارت.. تطير في سماء الأحلام بلا حدود، هكذا قدمتها الممثلة هيلاري سوانك في فيملها التاريخي عن حياة أشهر رائدة في تاريخ الطيران الأمريكي (1897-1937)، مسجلة في التاريخ كأول امرأة تحلق فوق الأطلسي بمفردها، وكاتبة لها مجموعة من المذكرات الأدبية كان من أشهرها كتاب عن رحلتها فوق المحيط.
الفيلم الذي صاحبته الرومانسية بجانب السرد التاريخي لـحياة أميليا والطيران، مصورة ً علاقتها بكل من جورج بتنام الذي قام بدوره الممثل البارع (رتشارد جير) و أسرار جريئة وحكايات تسرد في قالب درامي مثير و ليظهر هنا الممثل الاسكتلندي (ايوان مكريغير) في دور أستاذ الطيران بدور (جين فيداو) الذي سرق قلب أميليا مُوقعاً إياها بين نارين!.
وتأتي محاولات أميليا للطيران من منبع التحدي والإصرار المستميتين داخلها رغم فشل المحاولات الأولى بسبب أعطال ما في المحرك أو عوائق أخرى ومع كل ذلك انتهت باجتياز مسافات وتحقيق أرقام قياسية وكانت السّباقة في تلك الفترة الزمنية.
أما عن المهام الإخراجية فقد أُسندت للهندية المقيمة في نيويورك (مايرا ناير) التي شاركت في الإخراج الجماعي لفيلم New York, I love you ، وكان رشح فيلمها Salaam Bombay عن أفضل فيلم أجنبي في مسابقة أوسكار 1988. (ناير) كان لها دور ملحوظ في تحويل سحري لنص السيناريو لحقبة زمنية عشرينية -ثلاثينية ربما لم يكن لها صلة “ثقافيا” بها ولكن نجحت صاحبة فيلم Mississippi Masala مع دنزل واشنطن من توظيف أدواتها الإخراجية بشكل صحيح، هذا ما نراه في تتابع الأحداث وتوحد الرؤية معاً.
وعن سيناريو فيلم أميليا الذي كتبته Ronald Bass صاحب أوسكار أفضل سيناريو عن فيلم Rain Man 1988 والذي يتقاضى أعلى نسبة أجور بين كتاب السيناريو في هوليود، قد استعان بكتب كثيرة عن حياة أميليا كان منها كتاب لـ East to the Dawn و Sound of the Wings و Amelia Earhart: The Mystery Solvedمستخدماً مجموعة من مقولات لـ أميليا كمفاتيح من خلالها قدم السيناريست Bass كتابة المشاهد في تدرج شيق ومثير محاولاً إبعاد الفيلم من الإنجرار إلى شكل الأفلام الوثائقية، ويأتي أيضا إعداد النص للكاتبة الهوليودية (آنا هاميلتون) التي أضافت لمسات تحسب لها داخل فريق العمل .
وكما أكثر الأفلام البايوغرفي او السيرة، تنتهي بنهاية قد لا تكون مقنعة للمشاهد أحياننا، لذا يجب أن يعي المشاهد بأن فيلم السيرة الذاتية هو فيلم يُقدم كما كانت الوقائع التاريخية بلا تحريف، لا يستطيع لا المخرج ولا الكاتب تغيير الحقائق و إلا سيقع في مُسائلة وقضايا بلا حدود، لذا فهو الحال مع فيلم أميليا فالنهاية ستكون مُفاجأة وغير متوقعة تماماً.
شخصية أميليا آيرهارت الجذابة والجميلة لم يقتصر ظهورها فقط في هذا الفيلم بل في مجموعة من المسلسلات والأفلام الروائية الطويلة والوثائقية، كان آخرها و الأكثر بهجة هو الفيلم الفنتازي Night at the Museum 2 التي أتقنتهُ ببراعة ومرح الممثلة الجميلة (أيمي أدمز).