الشغف يقود الشباب لترجمة الأفلام الأجنبية بلا مقابل

ورشة فن - سينما

0 887

ثامر الحربي – السعودية

اصبحت الثقافة السينمائية بوصلة الشعوب للترفيه والمعرفة، فكثيرون على مستوى العالم ينتظرون آخر الأفلام والمسلسلات ويتابعون أخبار النجوم وصناع الأفلام، والبعض ما زال يتذكر الأفلام القديمة ويعيد مشاهدتها من وقت لآخر.

يقف وراء هذا الشغف السينمائي جنود مجهولون، سخروا أوقاتهم وجهودهم لخدمة محبي هذا اللون من الفن، إذ أسهم مترجمو تلك الأفلام في إيصال فكرة ومضمون الأفلام للمشاهد، من خلال تطوعهم لترجمة الأعمال السينمائية القديمة والحديثة وحتى المسلسلات وأفلام الكرتون العالمية، ولا يأخذون عليها مقابلا ماديا، مشيرين إلى أنها «ليست بالمهمة السهلة، فهي تتطلب كثيرا من الصبر والمهارة في آن واحد”. المترجمة هند سعد تعتبر أن اهتمامها بالترجمة نابع عن حبها للغة وللفن السينمائي، وترى أن السينما هي أكمل أنواع الفنون. وتشير لدخولها عالم ترجمة الافلام، فتقول: «لأنني أرغب في تقديم شيء بسيط يخدم هذا الفن، قررت أن أترجم بعض الأفلام ذات المواضيع المتنوعة، كإزالة لحاجز اللغة الذي يمنع البعض من الاستمتاع بهذا الفن، ولتعريفهم على أنواعه المتعددة وبعض أهم صانعيه”.

وتعدد أهم الصفات التي تميز المترجم عن غيره، ومن بينها أن يتعمق كثيرا في حيثيات اللغة العربية الفصحى، ويحرص على تطوير مستواه في اللغات الأخرى التي يجيدها، وأن يمتلك الشغف الذي يدفعه للاستمرار، وألا ينتظر الشكر والثناء من الآخرين. وبينت أن أكثر رغبة تعتريها بعد مشاهدة أي فيلم عظيم هي أن تصنع فيلما مثله، ولكن بما أن الترجمة هي أقل شيء يمكنها تقديمه حاليا كردة فعل طبيعية لجمال الفن وكرد للجميل الذي تقدمه لها ستكتفي بذلك، مؤكدة أن الترجمة في الوقت الحالي، بدأت تأخذ رواجا بين متعاطي هذا الفن، إذ إن جهود جميع المترجمين الذين قرروا استقطاع جزء من وقتهم الثمين لمشاركة العالم بدت ظاهرة للكل.

من جانبه، أفاد مترجم الأفلام الأجنبية محمد بأنه اكتسب اللغة الإنجليزية من بيئة العمل، من حيث الممارسة والاختلاط بأشخاص يتحدثون الإنجليزية بشكل جيد، وهي لغتهم الرسمية، فتطورت لديه قدرة المخاطبة باللغة الإنجليزية، وسعى جاهدا ودرس في بعض المعاهد بالسعودية حتى تطورت عنده القدرة على الكتابة باللغة الإنجليزية. الشعور الذي يخالج نفسية مترجم الفيلم حال انتهائه من ترجمة الفيلم، كان هو الحافز الأول لتقديم المزيد من الترجمات، بحسب محمد، الذي أشار إلى أنه فور إتمامه الترجمة الأولى كان أسعد رجل في العالم، «كونك تمثل حلقة الوصل بين الفيلم والمشاهد، وهذا بحد ذاته شيء ساحر جدا، وأشعر أحيانا وكأني أحد القائمين على الفيلم، وأن منزلتي لا تقل أهمية عن منزلة مخرجه أو أبطاله”. الترجمة وسعت مدارك محمد وإلمامه بالثقافات والحضارات الأخرى، كما أضافت له كثيرا، خصوصا أنه دائما ما يبحث عن ترجمة الأفلام الأوروبية القديمة والمنسية، وهذا أمر يجعله يبحث ويقرأ عن ثقافة وشعب الدولة التي ينتمي لها الفيلم الذي يريد ترجمته. وذكر أن ثمة صعوبات وعوائق تواجه المترجم، فهو مهتم كثيرا بالأفلام الكلاسيكية النادرة، وتتمثل الصعوبة الكبرى في الحصول على النص الأصلي للفيلم ليسهل ترجمته، خصوصا الأفلام غير الناطقة باللغة الإنجليزية.

متابعة أفلام المخرج السويدي انجمار بيرجمان، كانت هي السبب الرئيس في ولوج الشاب يوسف موسى إلى مجال ترجمة الأفلام الأجنبية، وذلك لرغبته الشديدة في إتاحة الفرصة للمشاهد العربي الذي لا يتحدث الإنجليزية بمتابعة أفلام بيرجمان، لجمالها ومتعتها، ولكن يواجه يوسف بعض الصعوبات  في عمله فبما “أن اللغة الإنجليزية تختلف في تركيبها اللغوي عن اللغة العربية، فإن العديد من الكلمات الإنجليزية متعددة المعاني والمصطلحات التعبيرية التي تحمل معاني مغايرة للمعنى السطحي للجملة، وهذا ما يشكل صعوبة على المترجم “.

وتابع «برأيي إن أهم صفة يجب أن توجد في عملية الترجمة هي أمانة المترجم، بألا يخل بالمعنى، إضافة إلى قدرة المترجم اللغوية وصياغته للجملة بأسلوب أدبي، ما يجعلها مترابطة وسهلة الفهم”، وبين أنه لا يزال في طور التعلم، حيث إن هناك أمورا تقنية ما زال بحاجة لإتقانها، مثل دمج الترجمات مع بعضها بعضا، وفارق التوقيت المتغير بين الجمل، لافتا إلى أنه استفاد كثيرا من مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تعرف على عدد من المترجمين ممن يملكون الخبرة في هذا المجال”.

للمزيد من الاستزادة حول تاريخ ترجمة الأفلام:

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.