أفكر في قارئي بعد أن أنتهي من الكتابة

جدل-لمن نكتب؟

0 733

فهد ردة الحارثي- كاتب مسرحي سعودي-سماورد

 من يطلق شرارة فكري ليكتب؟، هل كان فكري الذي يكتب؟.  الكتابة لدى حالة مزاجية مختلفة الألوان والأشكال، أحياناً أكتب موضوعاتي، أحيان أشعر أنها هي التي تكتبني، ليس لي طقس معين لها. هي حالة تداهمني وترغمني على تدوينها، ألتقط أفكاري من مفردات حياتي اليومية، من تفاصيلي الصغيرة وبعضها صغير جداً، أشعر بمتعة ما أكتب أثناء التدوين، لكني أفقد متعتي فور نهاية تدويني، وأنفصل عن نصي ليكون ما يكون، وأكون ما أكون.

’’بعد أن أنتهي من كتابتي أفكر في من سيقرأ، وكيف سيكون حاله ومعاشه ومعاده بعد أن يتمكن من قراءتي’’

ليس لدى فلسفة محددة للكتابة، هي حالة داهمتني وأجبرتني على تدوينها، دون أن يكون لدى حالة من الرفض أو الموافقة تجاهها وبالتالي تصبح حالة تتلبسني ولا أتلبسها، قد تكون تلك فلسفتي وقد تكون مبرري لكتابة ما لم أفكر في فلسفته، وبالتالي تكون جدوى ما أكتب نابعة من قدرتي على تفريع شحناتي المتلبسة بي.

بعد أن أنتهي من كتابتي أفكر في من سيقرأ، وكيف سيكون حاله ومعاشه ومعاده بعد أن يتمكن من قراءتي، هل سيملني ويكره ما أكتب، هل سيتفاعل مع ما كنت أريد أن أصل إليه، هل وهل. عشرات الأسئلة التي تتراكم، وأقضي عليها بتجريد نفسي من كاتبي وتحولي لقارئ لا يرتبط بنصه ومن ثم محاكمة هذا النص، فما وجدته مقنع لكائني نشرته وما لم يقنع كائني جعلته في أرشيفي وبالتالي لا أتخير من يقرأ لي إلا كائني المجبر على التلصص علي، حتى أفرغ مني  فيحاكمني. ليس لدى نخب ولا عاديين، الكل سيقرأ، والكل سيحكم وفق منظوره، والكل يستحق الاحترام وفق ما سيقول ويقال وسيقال، وقد يكون كلام العادي أكثر ثمرة من كلام النخبوي وقد يكون العكس. المهم أن أظل أتنفس من خلال الكتابة والمكتوب.

و يمكن إخضاع الحكم على النص لمعايير الانتشار وأعداد القراء في سياق وضع هذا المعيار وليس في سياقات أخرى، قد لا يكون الكم والانتشار مادتها الأساسية فلكل مادة سياقها الذي تعتمد عليه في التقييم.

     لمن تكتب؟ سؤال كبير لم أجد ما أجيب به سوى أني أكتب لنفسي.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.