في عيد الحب

2 333

أيوب إبراهيم – سوريا

في عيد الحب:

رجل مضى على زواجه أكثر مما قضاه عازبا، غيرت الدنيا شكل جسده وسلبت منه تسريحة شعره، يحاول دون جدوى اقناع نفسه بأن شبابه لم يغب وانه ما زال ذلك الدونجوان الذي تذوب النساء برائحة عطره وأنفاسه قبل أن يباغته صوت زوجته: “اضبط وسادتك، شخيرك وصل لآخر الحي”.

في عيد الحب:

تلك الأنثى التي طلبت من زوجها ضبط شخيره تتحسر على أيام كانت تثيره حتى برائحة البصل المفروم القادم من المطبخ، كيف تموت الرغبة ولا يبقى من شريك السرير إلا ظل رجل وظل الحائط ودموعاً مليئةً بمقدمات سن اليأس وشكوكاً حول خيانات حصلت أو لم تحصل. نهد ذابل و نظرة على من كان حب الحياة فأصبح مجرد أبو العيال!!!

في عيد الحب:

صبية عشرينية أنهت تلوين أظافرها ووضعت أحمر الشفاه وخط الكحل وتعطرت وانتظرت معايدة من حبيبها الغيور وهدية تشبهه في اختزال الحب وتتفيهه وانتظاره، نجاح خطته بأن يسرق منها قبلة أو أكثر يسد بها جوعه الافتراضي المزمن ويجعله يصرف النظر عن صديقته اللعوب المبدعة في الغواية!!

في عيد الحب:

أنثى ثلاثينية تحاول اختراع عريس من جورب مثقوب او وسادة خالية، تتفقد جوالها وتقنع قلبها المليء بالترهات أن جميع من رفضتهم لم يكونوا يستحقون إصبع قدمها الصغير الذي لم يبق منه أثر لكثرة ما ارتطم بالباب والسرير !!!

في عيد الحب:

عانس لم يبق لها من الحب إلا البومات الصور وبعض الذكريات وفيلم عتيق لنادية الجندي على روتانا زمان وأغنية للست أم كلثوم تقول: غدرك بيا أثر فيا

في عيد الحب:

رجل سلطة عشق كرسيه حد كرهه لأي شيء يقترب منه، و اختزل الحب بشخصه حد عدم تقبله أن يكون هناك إمكانية لمحبة أخرى لغيره من قبل من يحكمهم كشعب مكون للدولة والوطن !!!

وفي عيد الحب:

جندي عانق بندقيته وبادل القبل بمجات سيجارة لف في نوبة حرس شتوية وغنى لفؤاد ذلك الموال الشهير: الغربي حامل غيومه واتاكي انشالله هالسنة الموسم واتاكي !!!

وفي عيد الحب:

أرملة تتذكر زوجها الموغل في الغياب، يتيم يحاول تذكر صوت أمه، مؤمن يبتهل إلى إله لم يعد يستجيب كما السابق، متسول يمني النفس بعناق، رجل أمن يبكي من رسالة عاشق مررتها الرقابة له ليتأكد من خلوها من أية مؤامرة على الوطن !!!

وفي عيد الحب:

رغيف ساخن خارج من الفرن يبحث عن جائع ليضحك له فتصادر الضحكة بطاقة التكامل، في عيد الحب شجرة زيتون أحرقت جذعها ليتدفأ أحفاد غارسها وليرقصوا كالهنود حول اللهب!!!

وفي عيد الحب:

اللون الأحمر يسود لكنه محض خجل الزمان الذي نعيشه من كم الكره الذي امتلأنا به!!

في عيد الحب:

هناك عاشقون وهناك معشوقون وهناك وحيدون منتظرون وما بدلوا تبديلا!!!

في عيد الحب:

حبيبة حقيقة في الواقع خير من عشرة على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاته الافتراضية!!!

قد يعجبك ايضا
2 تعليقات
  1. لينا+شباني يقول

    أسلوب سلس وفخيم الجمال.
    تحياتي

  2. Ayoub يقول

    جزيل الشكر على قرائتك وأضافتك الجميلة
    ولكِ التحايا ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.