“نخلاتٌ عاشقات تأكلُ رؤوسَهُنَ الطيرُ” للعراقي علي السباعي
صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وضمن سلسلة ” الإبداع العربي ” الكتاب 49، مجموعة قصصية بعنوان ” خلاتٌ عاشقات تأكلُ رؤوسَهُنَ الطيرُ ” للقاص العراقي علي السباعي، تقع المجموعة في 121 صفحة من القطع المتوسط ، وتضم (12) قصة قصيرة هن: أعيشُ مثل كلكامش، النظرُ إلى الأسفل لا يُريكَ قَوْسَ قُزَح، مرثية ليْلى، نخلاتٌ عاشقاتْ تأكلُ رؤوسَهُنَ الطيرُ، أنا في أتعس حال يا مريم، شمسُ شهريار أذنت بالمغيب، مسلةُ الأحزان العراقية، عرسٌ في مقبرة، كسوف برج أسد بابل، حبيبتي بغداد، بتهوفن يشبه حلمه، طيران رأس رجل سيء السمعة.
تدور تروس عجلة القصص في فلكِ واقعٍ مرير للإنسان العراقي المطحون برحى حروب مدمرة، مضافًا إليها حصار قاس واحتلال بغيض. إنها مأساة الإنسان العراقي المهزوم وهو يحزم أنقاضَه، وأحلامَه، وبقايا طفولته في حقائب النّزوح، ليتوه على سفوح منحدرات الألم النّازف في خارطة التّشرد لبلاد ما بين القهرين، قصص ساخنة كتبت ذات خريف عراقي أصفر ذابل، قصصٌ بكل ألوان الألم والدم. كتبت بأسلوب علي السباعي الخاص بكاتب قصة تمرس على الكتابة وخاض غمار التجريب في الكتابة القصصية كغيره من أبناء بلده، ساهمت تجربته في كتابة القصة القصيرة برسم ملامح قصة جديدة من الكتابة القصصية الجديدة، قصص منتخبة من الواقع العراقي، فالواقع العراقي في نظره شراك منصوبة على جذوع نخيله المقطع الرؤوس، قصصه تجريبية تستمد مرجعيتها من الواقع، وتستثمر الغرائبي والواقعي، قصصٌ غير مألوف، تجعل القارئ يصغي لعمقها ويتفاعل مع صداها، لتتشكل قصصه من حكاية واحدة، وأحيانًا كثير من حكايات كثيرة، تتشعب خيوطها السردية لتكشف عن المخفي والمضمر في سياق أحداثها ووقائعها التي تتطور حبكتها بواسطة معاني تكفل لها النضج، ويعتمد علي السباعي في كتابة قصصه على أسلوب شد القارئ وجذبه إلى معترك الحدث، ليصبح جزءًا منه، تعتمد كثير من قصص نخلاتٌ عاشقات تأكلُ رؤوسَهُنَ الطيرُ على أسلوب السخرية المرة، وهو خير أسلوب معبر عن واقع عراقي عجائبي مرير حيث اعتمدت قصص علي السباعي هنا على سيرته الذاتية، إذ أُدمج سيرته وصاغها قصصيًّا، لدرجة تجعل القارئ لا يميز الخط الفاصل ما بين السيرة والقصة.
بدأ علي السباعي مسيرته الإبداعية بكتابة القصة القصيرة عام 1984م، وكانت كتابة القصة القصيرة حينها شاغله الأدبي الوحيد، حتى صارت شغله الشاغل، نشر وينشر قصصه في الصحف والمجلات الأدبية العراقية والعربية التي فتحت ذراعيها له كونه يقدم قصصاً مختلفةً، وكان لمجلة “ الإتحاف ” التونسية الفضل في نشر بداياته القصصية عام 1997م. ظهرت له في القصة القصيرة، بعد ذلك مجاميع قصصية، “إيقاعات الزمن الراقص “، ” زليخات يوسف “، ” بنات الخائبات “، ” مدونات أرملة جندي مجهول “، ” مسلة الأحزان السومرية “، ” شهرزاد : قدري “، ” ألواح من وصايا الجد “، وأخيرًا في 2020 نشر له ” الحبوبي ينظر مريديه”