تعودت أن أقول كل شيء للمطر

0 312

نص ولوحة مهدي النفري – هولندا

 

لطالما خفت هذه الريح وأخافتني، لكني مع ذلك أمسك بطرف الورق المتساقط من الشجر وألوذ به من ذاك الشبح الجاثم فوق صوت الريح، اليوم حملت حقيبتي الصغيرة، مضيت إلى درب عاهدت نفسي أن لا أرسمه ولا أقف عنده؛ لكني كي أكسر حاجز الخوف وقفت هناك،

القط يموء من بعيد أشعر بأنه جائع، وأنا في سباق مع الزمن لأتخلص من كاهل دقات الساعة. ماذا يعني أنك وجهٌ لوجهٍ في المرايا؟ هذا السؤال طرح نفسه بلا عدد فلم أعدّه الآن، لا قيمة للتكرار إذا ما كان قلبك خائفا من كل شيء، أعود إلى الدرب أمسك بقلم الرصاص وأبدأ برسم وجهي، صغير العينين، وجلد داكن البشرة يبدو لي أنه شاحب أو هكذا يراه الآخر.

أفكر في النوم، أنا بحاجة ماسة له، النوم حلم الفقراء والمهمشين، وأمره غريب جيدا؛ إذا يطيل الجميع كما الموت لا يفرق بين سين وصاد.

الريح تعصف، وغراب وحيد يقف على مرأى مني، وأنا مشدود إلى الورقة، أحاول ترتيب رسم وجهي. يا للعجب، الملامح تتشابه كثيرا في الوحدة عند الغرباء: يأتون فرادى، ويندبون حظهم فرادى، ويزرعون دروبهم فرادى.

 

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.