انزواء قلبي
أتخفى خلف اندفاع البيان
سئم العمر دورة الحرمان
فرجة كلها القصائد تهوي
كحصان بآخر الميدان
أتلاشى عبر القصيدة محوا
بين فرضٍ وحلبة للرهان
في سؤالي يجف ينبوع روحي
كالصحاري ولا صدى يرعاني
خافق واحد ..وكنت يقينا
فتخلى عن ندّه إيماني
واستعرت مسافة أودعتها
لغة الظلّ قهوة الفنجان
ومشيت خلف السؤال وحيدا
مفردا أشد خلفي كماني
وأجد على انكسارات صوتي
يا لحبر يغبّ في استحساني
يا انطفاء تركته عند وجهي
ونسيت بأنه نسياني
كان لابد أن أغني لجرحي
وأصلي على ضفاف هواني
كان لابد من ضياع شريد
لا يعود بريشة الفنان
ها أنا أصلب القصيدة حتى
أتجلى بطعنة الإنسان
فدمائي سفينة مثل نوح
لم تزلني تهتز في الطوفان
وسمائي عصية دون شهب
غير أني يخونني كتماني
ويخون ضوء المصابيح ظلي
وسلالي يخونها بستاني
آه يا شعر يا انقداح المعاني
الطازجات بملمح الألحان
ها أنا لا صدى يشغل قلبي
أرتديه للحظة اطمئنان
غير ما ترسم المرايا غروبا
عسليا بدوحة الوجدان
يا سمائي التشف صدر الأماني
لم أزلكِ حكاية من دنان
فمتى تشهق المرايا كشمس
في زواياي بالسنا الفتان
علني أجتلي المسافة وحدي
لاكتمال مرفهٍ بالجَنان