حوضُ الأسماكْ
عبدالله سرمد الجميل – العراق
الأسماكْ،
كيفَ ترانا من خلفِ الأحواضْ؟
وهلِ الفُقّاعاتُ المُتصاعدةُ إلى السطحِ،
هيَ النبضاتْ؟
أنتَ تُسمِّيها أسماكَ الزينةْ،
لكنْ أيُّ جحيمٍ حينَ يُغمِّسُ طفلُكَ كفّاً في ذاكَ الحوضِ،
ويَعصِرُها مُبتسماً،
أو أن تستيقظَ لترى قِطَّتَكَ تُداعبُ مِخلبَها،
آهٍ، آهٍ يا قلبَ السمكةْ!
***
القاتلُ ثبَّتَ آلةَ تصويرٍ قُدّامَ الحوضِ،
وعادَ إليها بعدَ ثلاثةِ أشهرْ،
سرَّعَ من عَرضِ التسجيلْ،
كي يشرحَ للأولادْ،
معنى أن يتبخَّرَ هذا الماءْ!
في درسِ الأحياءْ!
***
المُنشغلونَ بفلسفةِ الخلقِ وجدوى العيشْ،
هلّا لمحوا تلكَ السمكةْ،
برتابتِها تسبحُ في هذا الصندوقِ الضيّقِ هانئةً،
أحياناً تَصدِمُ كالبلهاءِ زجاجَ الحوضْ،
جاحظةً عيناها،
شفتاها مُضحكتانْ،
تُخبرُني شيئًا لا أفهمُهُ،
***
في الفُنُدقِ قالت زوجتُهُ: هل أطفأْتَ الغازْ؟
قالَ: أجلْ،
- والأضواءْ؟
قالَ: وأطفأْتُ جميعَ الأضواءْ،
قالتْ: لا أدري.. لكنْ أشعرُ أنّي ناسيةٌ شيئاً ما..
قالْ: هيّا نخرجْ، إنَّ البحرَ يُنادينا..