قلبي خارج البيت
يونس البوسعيدي – عُمان
قلبي خارجَ البيت
خارجًا مِنْ رَحِمِ البيتِ إلى الريحِ،
كأنيّ كاهنٌ أعمى يرى نجْمَتَهُ تهوي،
وأمضي..
ما الذي أفعلُهُ في حمَأ الليلِ لكي أخرُجَ للريحِ؟
معي ظِلٌ خلاسيٌّ
معي أسئلةُ المسجونِ في الطينِ
معي صُرَّةُ أحلامي التي أَشْدُدُ بنْطالي عليها
ومعي أُغنِيَةٌ – تنبتُ في الصحراءِ كالسُمْرَةِ
تكفي لِقمارٍ خاسرٍ
ومعي…..
ماذا معي؟
ماذا معي، وأنا أخرجُ مِنْ بيتي إلى الرِّيحِ؟
أنا لستُ معي.
*****
لَمْ تزلْ نيّئَةً شمْسي كأّني،
أولُ الآتينَ عرياًنا مِنَ البيتِ السمائيّ القديمْ
لَمْ يكُن لي شجَرٌ ألبسُهُ،
لمْ يشُبْهُ الطينُ بالهاجسِ،
ومُضيئًا مثْل ظِلّ
والهاجسُ بالطينِ
تعافى بالحماقاتِ مِنَ التفاحِ،
يا غابةَ التُفاحِ هل بقيَ العُشُّ على الشُبّاكِ
يهديني الصراطَ المستقيمْ.
*****
عُمُري -مُذْ دفنوا حبْلِيَ السِرّي- سؤالُ:
أينَ بيْتِي؟
كلما أهرشُ جِلْدي، خرجتْ منّه أُناسيٌّ،
كأّني رًقَعٌ مِنْ أُمَمٍ،
أو كأّني أرسمُ الدرْبَ لـ “بيْتِ”.
*****
في سبيلٍ مِنْ ضبابٍ وسرابٍ ودُخانْ
ضِعْتُ في السَبْسِبِ، أصطادُ غناءَ الكروانْ
والندى في ورَقِ التوتِ دموعي
كيف آتي أيها البيتُ، وقد..
أحرَقَ المهدَ شموعي.
*****
أعرفُ الدّرب التي ترجعُني مني إليّ
خارجًا منّي، كأنَّ الليل ينفيني
وأقفو أثَر “الظبي” إلى بيتٍ مِنَ “القشِّ” كبيتِ العنكبوت
آهِ يا قلبي، لماذا لمْ تكنُ جذعًا قديمًا عند بابِ البيتِ؟
سالَ فيكَ الوقتُ والوحشةُ والبيداءُ، والقحطُ..
تأخّرنا،
وفي الليلِ تبقّى الظِلُّ يهديني إلى بيتيَ في كُرّاسةِ الرسمِ
تأخّرنا،
وإني خائفٌ لا أجد البيتَ وقلبي.