حسين بوصفوان – البحرين
ولَعَنتُ كُلَّ الخَلقِ إِبّانَ المَسافَةِ،
أَيُّها الطّينُ المُمَوَّهُ كَالخُرافَةِ،
لا تَكُن بابًا،
فَأقَصى ما لَدَيهِم أَنَّهُم قَد يَعبُرونَك!
***
ويَمُرُّ كُلُّ الكَونِ مَكرورًا، عَلَينا، فَنَنسى كَيفَ كُنّا، أَو نَصيرُ
إِلامَ، لكِنَّا، جَلَسنا والحَمام…
***
عابِرونَ كَأيّ حَربٍ لِلوَراءِ،
كَأنَّنا عَرَق الطَّريقِ مَخافَةَ التَّوديعِ،
أَو عَينُ الَكُفِّ هَشاشَةً،
لا،
لَيسَ يُسعِفُنا التَّرَبُّصُ – مَرَّةً أُخرى – بِدَمٍّ غارِقٍ في المِلحِ،
أَو عُدنَا نَرُفُّ.
***
عابِرونَ عَلى الجِهاتِ البِكرِ،
والله نُخِفُّ،
نُؤَجِّلُ اللُّقيا / الرَّمادَ لِخُطوَتَي خَجَلٍ،
نَضنُّ – قَبل رَحيلنا – بِالذِّكرَيات…
والرّيحُ فُضلَةُ ما بَقي مِنّا وما أَلِفَ الفَضا.
***
عابِرونَ عَلى رِضا،
كَظَنٍّ طاعِنٍ في البيدِ مِن بَعدِ التَّمَدُّنِ،
مِثلَ شُرودِ الضَوءِ مِن نَجمٍ لِنَجم…
***
مَرّوا كَأن لا ظِلّ يُرهِقُهُم جُزافًا،
لا مقامَ يَؤُمُّهُم،
لا قَلبَ جُوّانِيَّ يَجتَرِحُ الطُّيورَ،
ولا رَجَوتُكَ أَن تَعود،
ولا تَعال.