لحظاتُ العبور

مقاطع من "مُرورُ المُخِفّينَ عَلى خَيباتـ(هُمُ ال) قادِمَة"

0 237

حسين بوصفوان – البحرين

 

ولَعَنتُ كُلَّ الخَلقِ إِبّانَ المَسافَةِ،

أَيُّها الطّينُ المُمَوَّهُ كَالخُرافَةِ،

لا تَكُن بابًا،

فَأقَصى ما لَدَيهِم أَنَّهُم قَد يَعبُرونَك!

***

ويَمُرُّ كُلُّ الكَونِ مَكرورًا، عَلَينا، فَنَنسى كَيفَ كُنّا، أَو نَصيرُ

إِلامَ، لكِنَّا، جَلَسنا والحَمام…

***

عابِرونَ كَأيّ حَربٍ لِلوَراءِ،

كَأنَّنا عَرَق الطَّريقِ مَخافَةَ التَّوديعِ،

أَو عَينُ الَكُفِّ هَشاشَةً،

لا،

لَيسَ يُسعِفُنا التَّرَبُّصُ – مَرَّةً أُخرى – بِدَمٍّ غارِقٍ في المِلحِ،

أَو عُدنَا نَرُفُّ.

***

عابِرونَ عَلى الجِهاتِ البِكرِ،

والله نُخِفُّ،

نُؤَجِّلُ اللُّقيا / الرَّمادَ لِخُطوَتَي خَجَلٍ،

نَضنُّ – قَبل رَحيلنا – بِالذِّكرَيات…

والرّيحُ فُضلَةُ ما بَقي مِنّا وما أَلِفَ الفَضا.

***

عابِرونَ عَلى رِضا،

كَظَنٍّ طاعِنٍ في البيدِ مِن بَعدِ التَّمَدُّنِ،

مِثلَ شُرودِ الضَوءِ مِن نَجمٍ لِنَجم…

***

مَرّوا كَأن لا ظِلّ يُرهِقُهُم جُزافًا،

لا مقامَ يَؤُمُّهُم،

لا قَلبَ جُوّانِيَّ يَجتَرِحُ الطُّيورَ،

ولا رَجَوتُكَ أَن تَعود،

ولا تَعال.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.