ضرغام الأخضر – العراق
يا أيها الناس ..
يا أيها الناس ..
ها أنا اعرض دماغي للبيع
عبر المزاد العلني
من يشتري … ؟!
دماغ جيد ، وبميزات عديدة
لكن اتعبته السياسة والحروب والنكبات
يحمل في خلاياه
آلاف المشاهد السيئة ، والمواقف
والذكريات
والأغاني ، والقصائد
والصور ، واللوحات ..
تصدح في داخله دائما الـ ( آه يا ويلي ).
و ” يمه يا يمه ” و ” منو بحالنا احنا المساكين “
يفكر كثيرا
بالمنبوذين
والهامشيين
والصعاليك
والفقراء ، والوضع العام
والحروب
وتحديات الإرهاب
وهبوط وارتفاع النفط
وسعر صرف الدولار .
والانتخابات
وتشكيل الحكومة
وحل مجلس النواب
والمظاهرات
والتصعيد
واخبار الثورة
ومستقبل البلاد
وتحديات الإرهاب
والتحليــلات السياسيــة ، والأمنيــة
ترعبه المفخخات
والأحزمة الناسفة
والقنابل اليدوية ، والمسدسات الكاتمة
واللحى الطويلة
والشوارب المحلوقة والفتاوي الظالمة
نشأ وترعرع
في أقاصي الجنوب
موطن الاحزان
والتشرد ، والهموم ، والنكبات
من بلاد داخل حسن
وحضيري ابو عزيز
وكريم منصور ، وحسن بريسم ، وعمر هادي
داخل جمجمة عصية لكنها كادت تنفجر اثر الصدمات ..
الصدمات التي حلت بنا
منذ سقوط بغداد
والحرب الطائفية والقاعدة
ثم دخول داعش وحرب الكراسي
حتى ثورة تشرين التي التهمت جميع رفاقي
اي دماغ يتحمل كل هذه المأساة
كنت بكامل وعيي ، ولدي دماغ فَعّال شاهد على كل هذا الخراب اما الآن فأريد ان اعيش ما تبقى من حياتي خاليا منه لأكون : ” مسودن جديد يغني بالسوگ “
كما فعل حسن عاشور ، وما نضّر له خضير ميري
دماغ للبيع ..
من يشتري ؟
دماغ للبيع ..
دماغ للبيع … !
آه ما احلى الجنون ، وما أضيق العقلانية