غرف خاصة بهن: المكان الذي أنتجت فيه بعض الكاتبات أعمالهن الأدبية

لورين مارينو في فضاءات فرجينيا وولف وتوني موريسون وكاتبات آخريات.

0 1٬048

بقلم: لورين مارينو- أمريكا*

ترجمة: تهاني فجر- الكويت **

عرضت فيرجينيا وولف آراءها بوضوح في كتاب «غرفة تخص المرء وحده»، وهو مقال مطول مستوحى من محاضرتين حول النساء والكتابة ألقتهما في كليتين سنة 1928: «إذا أرادت امرأة الكتابة فيجب أن تكون لها غرفة ودخل منتظم مهما كان ضئيلا». يمكنها جعل تلك الغرفة مثالية، ولكن بالنسبة لنا، من الصعب امتلاك مكان هادئ من أجل العمل بلا إزعاج وتشويش (المال مسألة منفصلة تمامًا). إذن كيف ابتكرت وولف والكاتبات الأخريات فضاءات الكتابة الخاصة بهن؟

 

 المكتب الخاص بفرجينيا وولف.

عندما اشترت فرجينيا وليونارد وولف منزلَ (مونك) في ريف ساسكس، حولت مخزن المعدات الخشبي في الحديقة إلى مكتب من أجل الكتابة. في الصيف، كانت تستمتع بالمناظر الخلابة وبأشعة الشمس المتسللة عبر النوافذ الكبيرة. أما في الشتاء، لسوء الحظ، لم تكن تقوى على الإمساك بالقلم بسبب برودة الطقس الشديدة، في نهاية المطاف، كانت تضطر لدخول المنزل. لقد أنهت كتاب «السيدة دالاوي» هنا، بالإضافة إلى العديد من مقالاتها ومراجعاتها الأدبية ومراسلات أخرى بما فيها رسالة انتحارها المختصرة إلى ليونارد.

أريكة توني موريسون

بصفتها كاتبة مجتهدة وأمًا عازبة لطفلين، كانت موريسون تستيقظ مبكرًا وتباشر الكتابة قبل الذهاب إلى العمل. وذلك بغرفة جلوسها في فترة السبعينيات، كانت تكتب وهي جالسة على الأريكة خلال الساعات الأولى من الصباح.

مكتب جين أوستن المصغر


على هذه المنضدة الخشبية الصغيرة ذات الحواف المضلّعة في كوخ تشاوتون، قامت جين بمراجعة كتابيها «العقل والعاطفة» و «كبرياء وهوى» وقامت بإنجاز معظم أعمالها اللاحقة. وفّرت لها النساء الأخريات في المنزل الخصوصية والوقت الكافيين للكتابة، حيث تم إعفاؤها من بعض مسؤوليات المنزل، لكي تتمكن من تكريس وقتها لكتابة ما سيصبح في نهاية الأمر رواياتها الشهيرة والمفضلة عالميًا.

غرفة الفندق الخاصة بمايا آنجلو

كانت آنجلو تحرص على أن تكون لديها غرفة فندقية في كل مدينة تقطنها. تصل هناك عند السادسة والنصف صباحًا وتعمل حتى أولى ساعات الظهيرة. لم تكن تنام هناك أبدًا ولكنها كانت تستلقي على السرير وإلى جانبها زجاجة نبيذ وقاموس روجيت ووسائد صفراء ومنفضة سجائر وكتاب الإنجيل. ثم تذهب بعد الكتابة إلى مكان آخر لتعيش كأي شخص طبيعي حتى المساء، وحين تعود إلى غرفتها الفندقية تقرأ وتراجع ما كتبته ذلك الصباح.

غرفة جلوس الأخوات برونتي.

يضفي الأثاث القرمزي والكتب والمدفأة على هذه الغرفة في هاوورث بيرسونيج إحساسًا دافئًا، لكنها تعتبر أيضًا فضاء مليئا بالإبداع والعاطفة والحزن والفقد. تم اهداء صورة شارلوت المعلقة هنا من قبل الناشر الذي تعمل معه بعد أن حققت نجاحًا كبيرًا. كانت الأخوات الثلاث يكتبن على طاولة الطعام الكبيرة ويتجولن في الغرفة لمناقشة أعمالهن. يقال أيضًا أن إيميلي، التي صارت لا تقوى على المشي، ماتت على الأريكة في هذه الغرفة. وعندما توفيت آن أيضًا، آلت هذه الغرفة إلى شارلوت بشكل كامل حيث قامت بتحرير أعمال أخواتها وفيها التقت أيضا بالسيدة غاسكل لمناقشة سيرتها الذاتية.

مقهى جي. كي. رولينغ

عندما أصبحت ج. ك. رولينغ أمًّا، كانت تعيش على نفقة مؤسسات الرعاية الاجتماعية، بدأت في كتابة سلسلة هاري بوتر في مقهى «إليفانت هاوس» في إدنبرة تنتهز فترة نوم طفلها وتباشر بالكتابة. لكنها توقفت عن تأليف الجزء الأخير من السلسلة بعد سنوات، بسبب ما أحاطها من ارتباك وتشتت جعلها غير قادرة على العمل. ولذلك قامت بحجز غرفة في فندق بالمورال، في إدنبرة أيضًا، وبعد يوم واحد من العمل المثمر هناك، انتقلت إلى الإقامة في الغرفة لمدة شهر كامل لتنهي الكتاب.

*لورين مارينو هي مؤلفة كتاب «ماذا ستفعل دوللي؟» وجاكي وكاسيني  والمحررة المؤسسة لكتب غوثام، نشرت العديد من الكتب, حصدت العديد من  الجوائز فضلا عن كونها ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعًا. تعاونت مع مشاهير وأطباء وعلماء نفس في تأليف كتبهم.

 

 

 

**تهاني فجر:

شاعرة وكاتبة ومترجمة من الكويت صدر لها: صورة شخصية للحب (شعر) ضلع المثلث (سيرة ونقد)، وفي الترجمة: كل رجال الملك (رواية) قرن في الكويت (تاريخ) لأنه مر لأنه قلبي (شعر مترجم) على شاطئ تشيسل (رواية)و شيطان على الصليب ( رواية).

***اللوحات المرفقة من رسم الفنانة ألكسندرا كيلبورن وهي رسامة (لوحات وجداريات) ومصممة أزياء تعيش وتعمل في نيو أورلينز.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.