غزة! يا غزة

(حوار بين القدس و ميم)

0 622

 

 

الشاعرة  رقية هاشم – ماليزيا

ترجمة رائد أنيس الجشي

 

ميم،

أنا أخدش مرة أخرى

أعوي مرة أخرى

ولا أتوقف أبدا

ولن أتوقف

إلى الأبد

 

أرواح الشهداء

تملؤ  قلبي وروحي

أقرأ الفاتحة من أجلهم

من سقطوا في خان يونس بجباليا

وكذلك في مستشفيات الاهلي والشفاء

 

قال الدكتور مادس

عشت سنوات في غزة

وأصبح الشفاء منزلي الثاني

لم يلتقط به يوما

ولا رصاصة واحدة

في ممرات جناح الجراحة

أو أمراض التوليد

او اقسام الاطفال

وفجأة قال الجنود الصهاينة

الشفاء هو مركز قيادة المقاومة

غطرسة بيبي وصلت ذروتها

أو لعل باب السجن اقترب منه

لذلك اخترع كل أنواع الروايات الكاذبة

مثل صديقه

الذي بادر بالكذب وأتبعه بالكذب

في كل مرة يفتح فمه النتن

ربما هؤلاء الجنود الشباب عميان

يهلوسون

أو مرعوبون

لعلهم رأوا أشياء سخيفة

لأنهم على ما يبدو

ولم يروا لمحات من المجاهدين

وهم يظهرون فجأة أمامهم.

يطلقون الرصاص في المساحات فارغة

ويصرخون بصوت عالي النبرة

“الله أكبر! ”

 

من الممكن أن يكون جنودك الشباب في حالة من الهذيان

لأنهم بحاجة إلى الماريجوانا

لكننا نعلم

أن بيبي  أعمى عيونهم

لذلك لم يروا أي شيء

وألقى الخوف في رؤوسهم

بينما الملائكة في مزاج احتفالي

نرحب برائحة مسك عطر الشهداء

 

يا ميم،

لقد أصبحت أعاني من الأرق في الآونة الأخيرة

أستطيع أرى وجوه أطفال غزة ما زالت على قيد الحياة

أخرجوا من تحت أنقاض منازلهم

أو أولئك الذين استشهدوا

يشبكون على رقاب أمهاتهم

الذين قتلوا معهم

 

الفاتحة للشهداء

في بعض الأحيان أشعر بالغثيان

أشاهد القنوات الإخبارية

وأستنشقها كل صباح

مع رائحة القهوة والخبز المحمص

 

وفي صلاتي سألت الرب

أن يساعد إخواننا وأخواتنا

ويوحدنا

كي نوقف الجنون

 

يا ميم،

تخذلني الكلمات أحيانا

أشعر بالخدر

وأفقد أعصابي

أشاهد تلك الوجوه المتصلبة

في الفصول الدراسية

على أنقاض المنازل والمحلات التجارية

بطول أروقة المستشفيات الأهلية

تحت أنقاض المساجد والكنائس

 

يا وطني!

ما هي القوى المظلمة التي تسكن قلوبه الجنود؟

أتراهم فقدوا المشاعر

ودموع البشر

وفقدت البوصلة الأخلاقية للإنسان

بغطرسة لا نهاية لها

 

الفاتحة لآلاف الشهداء

والجحيم للمتكبرين

لاهاي في انتظارك يا بيبي

أنت لا شيء أكثر

من مختل عقلي

تلعب في نفس الدوري مع الدكتاتوريين

 

رقية هاشم

شاعرة ومترجمة وناقدة سينمائية ومسرحية تكتب  في إحدى الصحف الماليزية الكبرى. ونشرت كتابًا نقديًا سينمائيًا،  ترجمت نصوصها إلى عدة لغات في العالم. هي عضو في المؤتمر العالمي للشعراء، واتحاد الفنانين البوسنيين وجمعية بيراك الإبداعية. فازت قصائدها في مهرجانات شعرية خارج ماليزيا. كما أنها ناشطة في مجالات نشر السلام ومناهضة الحروب والمطالبة بحقوق الإنسان والبيئة.

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.