“ليل طنجة” المتوجة بجائزة إسماعيل فهد إسماعيل تصدر عن دار العين
أعلنت دار العين للنشر المصرية عن إصدار الرواية الثالثة للأديب المغربي محمد سعيد احجيوج (ليل طنجة – الرواية الأخيرة) الفائزة في العام 2019 بجائزة إسماعيل فهد إسماعيل للرواية القصيرة، التي أشرفت على تنظيمها الدكتورة فاطمة البودي، مديرة دار العين، بشراكة مع المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب، بدولة الكويت. وستكون الرواية في المكتبات ابتداءً من معرض القاهرة الدولي للكتاب، دورة 2022.
صرحت د. فاطمة البودي: “أنا سعيدة أننا أخيرا أصدرنا رواية ليل طنجة، بعد تأخر اضطراري بسبب الوباء الذي اجتاح العالم وتضررت منه صناعة النشر كثيرا. أنا متحمسة كثيرا لهذه الرواية، وأتوقع أن تحقق صدى طيبا عند القراء وترحيبا من لدن النقاد.”
وُصِفت “ليل طنجة” بأنها رواية قصيرة محكمة البناء ومكثفة؛ تأخذ القارئ في رحلة عبر مواضيع مختلفة: لا تبدأ بالصراع العربي الإسرائيلي، ولا تنتهي بمعركة أنوال في الشمال المغربي، وقصة الأسلحة الكيماوية التي استخدمتها إسبانيا، تحت صمت دولي، للقضاء على مقاومة المتطوعين في جيش عبد الكريم الخطابي الذي كسر شوكة الاستعمار الإسباني. تتعدد ثيمات الرواية وتتنوع، ويتركز الصراع الداخلي لبطل الرواية حول الفقد؛ فقد الأم وفقد الحبيبة، وأما الحبكة الأساسية التي تحرك الأحداث فتتركز حول رحلته الليلية بحثا عن بديل للحبيبة، وخلال ذلك تتكشف قيمة الرحلة وكيف أنها أهم من الوصول. الوصول إلى النهاية، يعيدنا إلى بداية الرواية بأسئلة جديدة، ورؤية مختلفة لقراءة ثانية محملة باحتمالات متناقضة؛ قد لا يكون أي منها صحيحا وقد تكون جميعها صحيحة، ويبقى مرض السرطان هو الهيكل الذي يربط عناصر الأحجية في هذه الرواية.
أشاد الروائي المصري طارق إمام بالرواية قائلا إنها “نوفيلا ثرية حد أنها تبدو ألف روايةٍ ورواية.”، كما قالت عنها الناقدة الفلسطينية ريم غنايم “أسئلة ومساءلات كثيرة حول واقع الرواية، بنيتها، آفاقها ووجهتها، تطرحها رواية ليل طنجة للكاتب المغربي محمّد سعيد احجيوج، في تمرين جديد يفتحُ إطار مدوّنة السّرد الروائيّ العربيّ الجديد على مفهوم الكتابة وإعادة النّظر في هيئة الرواية وما يجب أن يكون أو لا يكون.”
في مسوغات الفوز قالت لجنة التحكيم، التي ترأستها الكاتبة والأكاديمية الكويتية د. إقبال العثيمين: “ليل طنجة رواية تقدم أسلوبا روائيا يمزج الدراما بالسخرية، والتاريخ بالراهن المعاصر، في أجواء لا تخلو من كابوسية، وتقترح أدوات سردية جديدة تعتمد الميتافيكشن أسلوبا يمتلك الكاتب أدواته ويوجهها بين الواقع والخيال ببراعة… وتلقي الضوء على مشكلات المواطن العربي المعاصر ومأزقه الوجودي في عالم يشهد تغييرات عاصفة.”
يشار إلى أن الروائي محمد سعيد احجيوج قد أصدر من قبل مجموعتين قصصيتين، “أشياء تحدث (2004)” و”انتحار مرجأ (2006)”، وسبق له الفوز بثلاث جوائز شعرية. ساهم في تأسيس مجلة “طنجة الأدبية” سنة 2004 ورأس تحريرها لفترة، قبل أن يتفرّغ لبعض المشاريع الأدبية والثقافية الأخرى. صدرت له في القاهرة، ديسمبر 2019، نوفيلا “كافكا في طنجة” التي ستصدر ترجمتها الكردية هذا الشهر، كما سبق أن ترجم فصلها الأول إلى العبرية والإيطالية والإنجليزية. كما صدرت له في بيروت، أكتوبر 2020، رواية “أحجية إدمون عَمران المالح”، عن دار هاشيت أنطوان/نوفل، التي لقيت احتفاء نقديا بارزا.