الذي نسي كيف يكون هوَ
كيف لا يحلمُ رجلٌ، ليرى نفسه التي تُحَبُّ، أو ليلمس معنى أن يُشتهى الكائن.
الرجلُ الذي كان طفلاً يُحَبُّ، وكان طفلاً يشتهى.
والطفلُ الذي كَبُرَ فغاب، ضاع في تشكّل الحيرة، وانسكاب العينِ في كوب النظر. الطفلُ الذي حلمُ وفقدَ الحلمَ، أو فقد شعورَ الحُلمِ، في رصيفٍ، من شدّةِ وحدته، لم يعد يعرف مكانه أحدٌ.
الطفلُ الذي مسكَ يدَ رجلٍ عند النزول من عتبة البيت إلى الشارعِ. عند عبورِ الشارعِ. اختفى الرجلُ. تلاشى الشارعُ. فأخذ الطفلُ دورَ الرجلِ و امسك بيد طفلٍ كي يعبرا الشارع معاً.
وعندما انزلق الوقت في الشارع، نسيَ الرجلُ، واعتقد أن الطفلَ جزءٌ من ذاكرته، جزءٌ من عبور الشارعِ، أو مرحلةٌ في حقائب الزمنِ الذي يحملُ ألعابه وأتعابه ومسافة العبور. ويحملُ طفلاً نسيَ كيف يكون هوَ، فلعب دور رجلٍ كي يكملَ الطريق …
الطفل الذي بقي كما هوَ، ولم يكبر.