خمسة نصوص

2 966

علي وهبي – لبنان

طَهو

تطهو مرّتين

أوّلها، لزوجٍ يفضِّلُ الطّعامَ مُملّحًا

والثانية، لابنٍ يُعادي الملحَ

تطهو ثلاثَ مرّاتٍ…

الثالثة، لابن نباتيّ

تطهو أربعَ مرّاتٍ…

الرابعة، لابنةٍ تتّبع حميةً غذائيّةً

تطهو غير مرّة في اليوم.

وتتوالى الأيّام

ولم تطهُ لنفسها مَرّةً واحدةً.

 

مرآة عمياء

مرآةٌ عمياء معلّقةٌ فوق سريري

عمياء لا ترى منذ ولادتي

كبرتُ،

توقفتُ عن الدّراسةِ

عدتُ إليها

قرأتُ بعضًا من الإلياذة

عرفتُ الأعشى الكبير

ضحكتُ مع بشار بن بُرد

حفظتُ أبياتًا للمعرّي

نسيتُ أبياتًا

تمنّيتُ أن أكون كتابًا في مكتبة بورخيس

وتهيّبتُ أن أقرأَ العميد طه،

بيد أنَّ أيّامَهُ درّبتْني

 

مرآة عمياء

غسلتُها ببقايا ماءٍ منذورٍ لوجهي

فما أحسّتْ بدفءِ يدي، ولا ارتعشتْ من برودة الماء

في السابعِ عشر من يناير رأيتُ في منامي

رَجُلاً يمشي باتّجاه سريري وفي يمينه يحملُ قنديلاً

وضعَهُ على الأرضِ بمحاذاةِ قلبي

استلَّ من جيبِ قميصه العِلوي قطنة مسحَ بها

مرآتي العمياء

فرأيتُ فيها وجهه

 

جدتي

يا جدّتي

أكانت قرونُ الفولِ الطّريّةِ

تعصرُ أصابعكِ كي تصيرَ ألذّ؟

لا تبرحُ عيني صورةُ يدكِ البيضاء

وهي تدعكُ حبّاتها

كي تلين،

ينسابُ ماؤها على ذراعيكِ

كدمعةِ عاشقةٍ.

ويضحكُ الزيتُ جَذلانَ متى صببتِهِ على

القرونِ المهروسةِ في صحنِ كرمكِ

ويبتسمُ قلبي.

 

حيرة

ولم يرَ طبيبُ العيونِ لكِ أثرًا، فهل أنا كاذبٌ، أم أنّكِ ذبْتِ في الدّمعِ؟

 

قراءة

 

أَأنتِ تَلْوِينَ ذِراعَ الأوراقِ

أم تَقْرَئِينَ؟

قد يعجبك ايضا
2 تعليقات
  1. حیدری يقول

    احسنتم و بارک الله بکم…👌🏻👏🏻🌹🌹🌹

  2. علي وهبي يقول

    شكرًا لكم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.