فصل من رواية “باردة كأنثى” لإسماعيل يبرير
-2-
الطّفلُ الذي كنته ارتدّ، فرّ مني سريعا فلم أتمكّن من صوغ لعبة وعشقها، ولا نافست رفاقا صغارا وهزموني أو هزمتهم، لم أقبض على أية صورة واضحة يمكنني أن أواجه بها هرمي، الطّفل الذي كنتهُ كان أقرب بنظراته وملامحه إلى الكهل، وكانت مشيتي ويديّ خلف ظهري تثير سخرية وتعجّب الجميع، رغم ذلك لن أتنازل عن مشيتي تلك. ثمّ إن الحياة لم تكن في زمني ذاك تحتفي بالطّفولة، الناس كانوا مشغولين عنّا بالغد الضّبابي، لا أحد كان يمكنهُ التقاط الألوان التي تفيق معنا كلّ يوم ويمزجها ليحدث الفارق، كان لون التراب يهيّج فيّ شعورا غريبا، وكنت كثير النظر إلى الأرض، عندما تمطر يصبح شغفي بالأرض أكبر، أردت دائما أن أحتفظ برائحة التراب التي تصعد منعشة كلّما أمطرت ولم أهتد إلى طريقة لذلك.
ربما جئتُ في لحظة لا طفولية، العالم يتشكّل من جديد وأنا أفتّش عن طفل يمضي بسرعة الضّوء إلى أرض لا تمنح رائحة بللها ولا ندى زهورها.
أيقظتنا الفجيعة من سنوات الصّبا الأولى إلى وعي جارحٍ ماكرٍ، باكرا تشكّلَ وعينا على الأصوات الصّاخبة، الرّصاص والقنابل، رائحة الموت والدّخان وحمرة النّهاية، من أكتوبر الفوضى والخراب من القرن البائد المبيد إلى الرّبيع الذي حَمَلها إليَّ لم أكن لأخْبِرَ سوى الموت. من يومها، من يوم أخرجونا من المدارس لنجد خرابا، دخانا وأمكنة تختلف عن صباحها، لم يفكر أحد في التكفّل بصدمتنا أو تلوين الرّماد الذي استوطن دواخلنا، ودَّعنا الألوان صغارا، أذكر أنني في الغد كنت أحمل حمامة بيضاء جئت بها من بيت جدتي، كانت هي خائفة ترتعش، ريشها يتقلّص كلّما بللّها عرق يديّ الصّغيرتين، لعلّها كانت عارية وباردة، حدّقتُ في العسكر المنتشرين في كلّ المدينة لا أدري ما علاقة هذا بذاك، كأني أتّهمهم بترويع الحمام! لم أنس يوما دموع الجندي الذي كان يقف عند باب الأروقة التي أحرقت ونهبت، كانوا يتحدّثون عن انتفاضة شعبية ولم أكن لأفهمَ ما يعنون بالحريات والدّيمقراطية والحزبية. بكى البعض وخرج الجميع في الغد يهتفون باسم الرّئيس الذي بكى أيضا على التلفزيون.
سلّمونا لاحقا وبسرعة لصخب “الفيس”[1] الذي ملأ الدّنيا وبَلَعَ الآلاف من الشّواذ وذوي العقد والآلاف من السّارقين وذوي السّوابق، وعددا من المخلصين، كنت أرى النهاية. داخلي مقتُّ كلّ سلوكاتهم لكنهم أخافوني، خفت من الله طالما هو معهم فهم على حقّ، كنت إذن ضدّ الله وأنا الذي لم أتأخّر يوما عن الكُتَّاب وحفظت متن ابن عاشر وأكاد أختم القرآن.
كنت في الحافلة أنا وأمّي عندما صعد أحد عرّابي الحركة الجهادية في مدينة الجلفة، لم يكن وقتها أحد يتصوّر أنّ الجزائر ستشتعل قريبا، أشهر ذلك الرّجل سلاحا غريبا من تحت برنسه البنّي، صاح بالجميع موجّها باشارات من سلاحه في الوقت نفسه “النساء منا، والرّجال منا…واش عتروس ومعزة مخلطين”[2]، تفرّق الرّكاب إلى فريقين تحت أمر الرّجل وعمّ الصّمت رحلتنا القصيرة، “كلاشينكوف” هذا هو اسم السلاح الذي شهره الأمير قبل أشهر من إمارته ومن وصول العاصفة.
مضت بعدها كلّ سنين الطّفولة سرّا، على هذه الأرض لم يعد من مكان للطّفولة، كبرتُ عقدا من الزّمن في أقلّ من أربع سنوات وبدأتُ أتساءل ما الذي يجري، مرّة اقتنعت أنّ القيامة قامت وأننا لاندري، ورحت أقنعُ الأصدقاء أننا نتعذّب وأنّنا متنا دون أن نلقي بالا لموتنا المفترض، سخر الرّفاق منّي وورّطوني مع أستاذ الفيزياء الذي كان يحوّل حصّته إلى حصّة فقه؛ فأنّبني وجعل منّي حديث العامّ والخاصّ ولم أكن لأتخلّص من سخرية بقية الأساتذة لولا اعتقال أحد زملائهم ليكون حديث السّاعة، أستاذ الرّسم الحبيب قال لي: “لا تخش أحدا”، وطلب منّي أن أرسم أستاذ الفيزياء في جهنم وأن أضحك عليه طوال الليل، ولم أفعل ذلك إلا في وقت متأخّر.
في الخامسة عشر كنت أبحث عن تفسير لما يجري في مدينتي وأتساءل من هو الرّئيس الموعود ولكنهم قتلوه عندما بدأتُ أتردّد على المسجد “شرّ ميتة” هكذا علّق سالم حشاوش صاحب اللّحية الحمراء الذي أصبح أبي الحسن، قال أيضا أنّ نصر الله قادم وهو يربت على كتفيّ “بأمثالك أيّها الجندي”، خاطبني أنا بالجنديّ دون شباب الحيّ الذين يرون فيه أعلم من في المدينة رغم أنه لم يصل إلى الثانوي، طرد باكرا من المدرسة وعاش أغلب طفولته في السّوق المغطاة وسط المدينة، لقد رأيته غير مرّة في التلفزيون وربّما لم أره إطلاقا وتخيّلته، داخلي نشوة ما… عظمة ما، أكاد أشعر أنّني بطلٌ موعود، ولكنني أريد أن أبكي، صوتٌ ما كان يحدّثني عن حداثة سنّي وعن دليلة التي تدرس معي في الاكمالية إذ كيف لجنديّ أن يجلس للّهو مع فتاته، لم يكن الأمر بالضّرر الذي تصوّرته، لقد هيّأني الجوّ العام في تلك الاكمالية التي تقترب من ثكنة لنسيان دليلة بالسّرعة ذاتها التي تعلّقت بها، ثم إنّها بدت إمرأة في أقلّ من ستة أشهر، خشيت من صدرها الذي نما أكبر من يديَّ، رغم أنَّها تصغرني بأكثر من سنتين، وكنت مبدعا في البقية فرُحتُ أكذب وأكلّم الآخرين عن الجهاد ووجوبه، عن الطّاغوت الذي لم أعرفه، عن الإخوة الذين استشهدوا وعن كراماتهم، كيف يلقون حفنة تراب على دبابة فتذوب، وكلّما جلست إلى عجوز أبكيتها إذ أحدّثها عن الأمر الجلل الذي نحن بصدده وعن الرّسول وصحابته وكيف لم يبدّلوا تبديلا، وكثيرا ماكنت أصوغ الأحاديث كاذبةً لقضاء مأرب أو لمنع ما أرفض، لم أختم القرآن وأفلت مني ما حفظت وجادلت شيخ الكتاب “سي مبروك” وسببته أمام زملائي السّابقين، كان بالنسبة لي ساكتا عن الحقّ مهادنا للطاغوت، أصعب ما في الموقف كان جارنا الشّرطي، لم أكن لأغلبه كان جامعيا عارفا بالدّين والسّياسة ما لا أفهم، قال لي أبو الحسن “إنّه مدرّب على هذا، الدّولة درّبتهم لكن نهايته…” لا أذكر إن قال قريبة أو على يدي.
نجحتُ في المرور إلى الثانوية، كان توجّهي علميا إذ كنت أحلم بتخرّجي مهندسا أسوة بوالدي، لكنّ أبا الحسن رأى أن أدرس العلوم الشّرعية، غيّر توجّهي وأخبرني لاحقا أنّي سأدرس في الثانوية البعيدة جنوب المدينة، وكان لأبي الحسن ما أراد، إلتحقت بالثانوية التي تتشابه في مظاهرها مع مدرستي السابقة، لا أحد يفكّر في التّحدّث إلى زميلته ولا أحد يتصابى أو يلهو. كبارٌ حدَّ الشّيخوخة ولكن بلا حكمة، فجأة لم أعد أريد شيئا سوى الظّفر بفتاة أعجبتني وانتهى الأمر الجلل بالنسبة لي، ولم أعد أتردّد على المسجد، الحقيقة أنني تركت الصّلاة وتدبّرت أشرطة أم كلثوم وفيروز وعبد الحليم وانقلبت على برباروس[3].
كان بوسع أبي الحسن أن يكون انسانا مميزا، رغم أنه يكذب ويتوهم أحيانا؛ إلا أن بقايا الطّيبة عالقة بابتسامته حتّى وإن حاول تغييبها، والده “محّاد القهواجي” هو عقدته، فقد وصل صيته إلى كلّ أهل المدينة، كان عاملا في مقهى جدّي وقد برع في تحضير الفرارة والشّعرة[4] والشّاي وغيرها من المشروبات التي يقدّمها مقهى جدّي المندثر، لم يختر أبو الحسن هذا الاسم ولكنّه كنيته بعد الهدي، أمّا سكان الحيّ فظلّوا إلى وقت قريب ينادونه “حشاوش” وإذا أرادوا الايضاح أضافوا “وليد القهجواجي”، تأخّرت في معرفة إسمه الحقيقي سالم، وبدا لي أفضل من اسميه الآخرين، ولكنها رحلة أسطورية من لقب جارح إلى إسم فاتح، ورغم أني أعرف سبب التّسمية الأولى كون الرّجل عمل في السّوق المغطاة صغيرا كبائع للحشاوش[5]، إلا أني لا أعلم إن كان لديه ابن في مكان ما إسمه الحسن.
“لاتسألوني ما اسمه حبيبي” هكذا كانت تصدحُ فيروز بغرفتي، لكنّ أبا الحسن سألني ذات مساء عندما زارني على غير العادة ببيتنا، لم يكن أبي يستصيغ هؤلاء الملتحين لكنه أستقبله كعادته مبتسما، خرجت معه، ذهبنا إلى المسجد، صلّينا المغرب وخرجنا إذ لم يكن يُسمح لأحد البقاء بعد الصّلاة سوى القيّم الأعور المنبوذ من “الخوانجية”[6]، خارجا كلّمني عن تردّي أوضاعي كأنّي الجزائر، وعن تراجع إيماني وعقيدتي كأنّه الله، ولم يخفني سرّا بأنه يعلم بأمر الفتاة التي شوهدتُ غير مرّة معها، ثمّ صال وجال وخطب فيَّ حول الخلق الشّرعي وعمّا ينتظره منّي الاخوة المجاهدون وطلاّب العلم الشّرعي، أردت أن أصرخ بوجهه فلتذهبوا جميعا إلى السّعير أنا أريد “ورده” لا أكثر ولا أقل.
“هل تحبّ هذه الفتاة؟”
سألني الثعلب بلطف العارف بالحبّ، لم آمنه فصمتُّ
ـ أسألك إن كنت تحبها إدريس؟
ـ أستغفر الله
أجبته ثعلبا
“إذا أردت أكلّم والدك فنخطبها لك”
لتوّي أتخطّى السّابعة عشر لابدّ وأنّ أبا الحسن مريض، مريض جدّا، يزوّج نفسه أولا وهو في الثلاثين، قاطع شرودي:
ـ فكّر جيّدا والأخوة مستعدون لمساعدتك
ـ لن أفكّر في شيء لا أرغب في الزّواج وشكرا للاخوة
افترقنا وأنا أدعو الله أن ينتهي هذا المكنَّى بأبي الحسن، أتساءل إن كان فارّا من التّاريخ، ألم يكن صاحب الكتاب الذي قرأته مرارا بكلّ حبٍّ وتفانٍ أبا الحسن أيضا، كان كتاب “أدب الدّين والدّنيا” رائعا بالنسبة لي، أتذكّر كيف تعلّمت منه الكثير من السّلوكات ونهيت من خلاله عن الكثير منها، “أبو الحسن المارودي”[7] هكذا يُسمّى صاحبنا لعلّه تماهى معه فأصبح إمامًا مربيًا وعالمًا في السياسة وأمور الحكم، ألا يريد أبو الحسن الجديد هذا أن يغيّر الحكم والحكام؟ حريّ به أن يكتب “الأحكام السلطانية”[8] مجدّدًا طالما يحدّثنا عن الإمامة والخلافة وأحكامها والوزارة وأقسامها وشروطها وإمارة الجهاد والغنيمة والجزية والخراج وما يختص ببيت مال المسلمين، وليعد بنا إلى القرن الثالث عشر ليطبعه، لستُ أدري كيف نجا من الاعتقالات العشوائية عندما تغيَّبَ لسنة بالعاصمة، كثير من الطّيبين زُجَّ بهم في المعتقل في حين تخلّص هذا الثعبان من “رقان”[9] سنة لا تعدو أن تكون ساعة وعاد أشدّ اعتدادا بنفسه، يحدّث الآخرين عن تجارته الرّابحة في مواد البناء واستيراده للسيراميك. كأنه المسؤول عنّي، سنة واحدة كنت فيها عاشقا وحسب، كنت فيها مراهقا كما يجب لا جنديا من جنود اللاأدري، سنة أدركتُ فيها جسدي وقلبي وروحي، وأحببت الله الذي خلقني وخلق وردة، من أين أتيت يا حشاوش؟ من أيّ قمقم تطلع بيني وبين وردتي الصّغيرة؟
عندما دخلت البيت وجدت أبي حانقا عليّ أمّا أنا فكنت حاقنا، بالكاد سلّمت لينفجر بوجهي وأكاد أنفجر…
ـ أنت لا تعجبني مع أولائك “الخوانجية” احذر ياغافل يوصلوك للمشاكل ناس لاخدمة ولاردمة
ـ لا مشاكل ولاهم يحزنون نعرف مليح مخروجي
قمت متجها إلى المرحاض ربّما أستطيع أن أتبوّل أمتارا من الأفكار السّوداء بينما كان صوت أبي يلاحقني “ياعفريت ستغرقنا في المشاكل، الدّولة ليست غافلة وذراعها طويلة”
وأنا لن أغفل أيضا…
في الصّباح استيقظت على صوت الرّصاص في الحيّ، اجتمعنا في الرّدهة مشدوهين أو متعوّدين أو مستشرفين، لم أتبين ما الذي كنّا عليه، توقّف الرّصاص… لم يتوقّف الرّصاص!، صوت نبضي صدّ سمعي قبل أن أفهم أني مازلت آمنا. كم كنت مهيئا للخوف… كم كان الخوف مجنونا. عدت إلى فراشي تململت فيه ولم أنجح في إغفاءة صباحية قد أحتلم فيها، أردت أن أخرج فمنعتني أمّي، بالكاد فكّرتُ أن أقنعها ليطرق الباب بعنف “أستر يارب” علَّقتْ أمّي التي اصفرّ وجهها ووجهي! أيّ وجه لي وجه المحبّ أم وجه المجنّد بلا رتبة ولا جيش ولا قائد ولا حتّى عدو؟ فقط أبو الحسن ليرويني كما يشاء قصّة مثيرة أو حقيرة. فتح أبي ليسأله الملثم العملاق
ـ إدريس وين؟
ـ وش كاين ابني لا علاقة له بأحد، ولدي لم يفعل شيئا
وكنتُ أذوي، أردتُ أن أبكي، أن أحتمي بأمّي، أن أرى وردة، أن أتّهم أبا الحسن والخوانجية والمارودي، جميعهم متّهم، أردت أن أدرس الهندسة المعمارية وأنجو كوالدي، لم أسمع شيئا بعدها، استسلمت لأيادي العمالقة الملثمين ربّما كانت أمّي تبكي وأبي يقسم بأغلظ الأيمان أني مؤدب وبريء، تذكّرت عيسى الصيدلي، عزوز الخباز، مختار والآخرون، انتهيت مثلهم، ماتوا بعد أن أخذهم ملثمون، وإلتزم أهلهم الصّمت لأنه ليس بوسعهم قول شيء أو إتهام أحد، مختار جارنا السائق أخرجوه من بيته إلى المجهول، بكى على عتبة الباب وترجاهم أن يتركوه لأنه يعيل ستة أطفال أكبرهم في العاشرة وأصغرهم لم يصل أربعين يوما، أحدهم قال لزوجته أغسلي يديك منه لن يعود مجدّدا وصاح به “امش والله ويكون عندك اثنى عشر طفلا”.
لم يتمكن أحد من الحديث عن مختار بعدها، حتى أهله صمتوا ولم يفتّشوا عن ابنهم، وسرعان ما خرجت زوجته للعمل في بيوت الناس لأن كلّ مصادر الحياة توقفت.
وداعا وردة، وداعا أمّي، الآن بي رغبة لضمّها، للبكاء معها، وداعا أبي وأخويّ، يحي أين أنت أريدك أن تعصف بهم، احمني يا يحي فأنا مرعوب حدّ الجنون.
كانت السّاعة منتصف النّهار عندما رموا بي في زنزانة، وجدتُ أبا الحسن، وجدت مبروك الذي كان أفَّاقا سارقا قبل الهدي، وجدت الكثيرين ممّن أعرف ولا أعرف، أردتُ أن أقول شيئا لأبي الحسن أومأ لي أن ابتعد، فهمت أنّه لا أحد يعرف الآخر ولكنني الأصغر لابد أنّهم لن يقتلوني ذبحا، انتظرتُ أن يفعل أبو الحسن شيئا أن يصرخ بالجيش الاسلامي فيطبق على الملثمين، يبدو أنه لم يعد من جنديّ سوايا، لعلّ أبا الحسن ينتظر هو الآخر ما الذي سأفعل، لم نتبادل النّظرات لوقت أطول طالما سيدخل الضّابط مكشوف الوجه، أنظر إلى أبي الحسن فاذا هو طفل بريء، ربت الضّابط على كتفيه فأفرط في إظهار الخوف. قطٌّ بحجم دب.
ـ ماذا يا حشاوش ألن تحلق هذه اللّحية؟
ـ سأفعل بسـ… أنت… تـ…
كأن أبا الحسن أراد أن يشرح للضّابط ضرورة حلق اللّحى، والظّروف العامة للبلاد، لكن الضّابط انفجر في وجهه:
“من تكون أنت لتعلّم الآخرين ما يجب وما لا يجب أيها القبيح، سيأتي يومك وسأقتلع لسانك، تتكلم عن الدولة والطاغوت والجهاد، وأنت الأسوأ تعلّم كيف تنجح وطع والدك… إني أحذّرك في المرّة القادمة… أيّها الرخيص”
أخيرا… أخيرا أرى أبا الحسن غير أبي الحسن، أخيرا يتهاوى إلى قبحه، تحطّم الزّلم، راقني الضّابط السّافر محياه وسجّل لي نقطة، كلّ الذي أردت كان لي، أبو الحسن لاشيء أريد الآن أن أصفعه.
أخرجني الضابط بعد أن مسح بعينين ثاقبتين أوجه البقية الذين بدوا كأطفال أمام وحشٍ، في الحقيقة رأيت أحدهم يتبوّل تحته ويرتعد، لم يكن منتم إلى أيّ جهة، جاء بالخطإ، كنت أعرفه فهو معلّم أخي لهذا فقد كتمت أمره بعدها، أما هو فحفظ الجميل وتفانى في الإغداق على شقيقي بالنقاط، خرجت مع الضابط مطمئنا شاعرا أنّي سأنجو. خارجا كان عبد الرحمن جارنا الضّابط زوج وردية الطّبيبة التي أغرقتني بأفضالها وحبها، لم يكن لعبد الرحمن أولاد، أحبّ كلّ شباب الحيّ حتى “الخوانجية” منهم، لم يكن حاقدا عليهم رغم أنّهم لم يكنّوا له الاحترام بل أصبحوا يتوجّسون منه، رأيته يحمل قناعا كالتي يكسوا به الملثّمون وجوههم.
أكان منهم، هل هو طاغوت؟ أمجرمٌ عبد الرّحمن؟ و”حشاوش” أبو الحسن تمثال ثلجيٌّ لا يصمد أمام الضّوء، على أيّ أرضٍ أقف؟ روَّعتني نظرات عبد الرحمن الطّاغوت، خفتُ أن أتبوّل أنا الآخر تحتي، حدّق فيّ طويلا قبل أن يسألني إن كنت جائعا بأسلوب فهمت من خلاله أنّنا سنغادر المكان، أجبت في كامل الأدب الذي يحتمله هذا الإدريس السليب “لست جائعا عمي عبد الرحمن”
ـ عمّك…! يعميك ويسلّط القضاء عليك، قبل أشهر لم أكن كذلك
ـ لكنني تغيرت، صدّقني أنا لا أتردّد على المسجد ولا أعرف هؤلاء، أعتذر لقد أخطأت
ـ يابني هؤلاء ليسوا شيئا إنهم شرذمة من المحبطين لا غير وأنت مكانك في العلم وطاعة والديك، مازلت صغيرا على البولتيك وتكسار الراس
مسكني عبد الرحمن من ذراعي، شدّ قليلا فتسرّبت إليّ صورة عبد الرحمن الضابط، إنه يعتقلني، لم آمنه تماما، التفتَ إلى الضابط الذي أحضرني وخاطبه بصوت خافت بين الاستجداء وطلب الجميل:
ـ عاملهم برفق إنهم أولاد الحيّ.
ـ نشرولهم الكيوي… تصبح على خير سي عبد الرحمن
ودّعنا الضّابط وقد هزّ رأسه ضاحكا وكأنه يجيب طلبه، ركبت سيارة مدنية مع رجال مدنيين لا يخفون أسلحتهم ولم يكن معي عبد الرحمن، أوصلوني إلى المنزل دون أيّ حديث لا معي ولا مع بعضهم، كان الراديو وحده يرغي بلا موسيقى أو وضوح، إنه طقس بين الموت واللا موت، لم أكن لأرى الحياة…
السّاعة تسترخي عند السادسة مساء، الفصلُ شتاء، لهذا أدخل الحيّ فلا ينتبه لي أحد، أقرعُ قرعا خفيفا على الباب، أسألني أدخل بطلا، رجلا على أمّي أم أُمثل دور المحبط المصدوم فأجد لي مخرجا أمام نتائج الدّراسة التي لن ترضيهم؟ أخي شريف كان يمشي ببطء نحو الباب، أخبر حركاتهم جميعا سيسأل الآن من الطّارق؟ أُجيبُه قبل أن يسأل، فَتح الباب فرحا، راح يعانقني ويبكي، سحنته تجعلك تحبه إنه ملاك بشري.
ـ الحمد لله على سلامتك خويا إدريس ماما رايحة تهبل عليك
ـ لن يجنّ أحد بعد اليوم يكفي الجنون الذي يعصف بالعالم
بدأت أشعر أنني كبرت وصرت مطلوبا لدى الحكومة، وعاشقا والأهمّ أني شاهد على سقوط حشاوش أبى الحسن.
إنّ سقوط أبي الحسن في تاريخي مثل انهيار جدار برلين في العالم بعده لم يعد للإنسان أهمية، وابتلعت أمريكا كلّ الأحلام.
لن تعود هنالك حدود بين أفكاري وسلوكاتي
مضت ليلة بيضاء، الكُلّ يحدّق بي لكأنّهم لايصدقون نجاتي. بي رغبة لصوغ بطولة ما، لكن جارنا عبد الرحمن قد يكشف زيفها، بكت أمّي كثيرا وأنّبتني أكثر، وأخفى أبي دموعه، أمّا شريف وجمال أخويّ الجميلين فكأنّهما في العيد عندما توقظهما أمّي باكرا ليلبسا الجديد ويجمعا النقود المريضة، أشعر أنّهما أكثر طفولة من البارحة، أكبرت جدّا أم صغرا قليلا؟
مرّ أسبوع على الحادثه نسيها أهل الحيّ وأطلق سراح البقية بما فيهم أبو الحسن حليقا، وكان ذلك بفضل توصية عبد الرحمن، أصبحت أشعر بكثير من الحياة. صحيح أن أخبار الموت كانت أكثر من أخبار الولادات، الأفراح والأعراس لم تعد سوى طقوسا سريّة أو ولائما محروسة. دويّ قنبلة، صوت رصاص، عويل وصراخ هو المشهد العام، بدأت أنسلخ تدريجيا عن الأخرين، ركّزت تماما مع وردة لا نلتقي إلا سرّا لكنها تهتف لي أو أهتف لها، كان الأمر مابيننا متعة ولذّة ورغبة…
أصبحت أفكّر في مآلنا بعد أن وجهوني في آخر السنة الدّراسية إلى الحياة العملية، لم أنجح في الثانوية التي قرّرها لي أبو الحسن. تصوّرت أني أتأخّر في إيجاد مخرج لي، لم تفارقني أحلام المال والوجاهة، أتنقّل من فكرة إلى أخرى كأني أملك من المال ما يكفي لها جميعا، سأمارس نشاط جدّي وأفتتح لي مقهى شعبيا، ربما ينبغي أن يكون لي محل ألبسة نساء، أو مكتبة، تداخلت الأفكار في رأسي وبدت كلّها أنيقة بحيث لا تنال من شكلي ومظهري، في النهاية وجدتني أتاجر تجارة بسيطة في قطع غيار السيارات المستعملة، أمضي اليوم متنقلا بين ميكانيكيي المدينة لاقتناء بعض القطع التي يتحايلون فيها على الزبائن، واللّيل مع شريكي ننظّفها ونلمّعها، كان الأمر أصعب مما توقّعت، لم أجد سهولة في مواجهة الزّبائن وسط سوق مكتظة لبيع كلّ السلع، في أوّل درس أتلقاه من رجل سوقيّ جدا قال لي: “لا تحتقر أيّ تفاهة، كلّ ما يواجهك في طريقك إلى السّوق أجلبه ستجد له زبونا”، كان الرّجل السّوقي يبيع خيوط هاتف وأحذية قديمة وغربال ومنفضة مكسورة وعدد من المحركات الصّغيرة التي اجتثت من أجهزة إلكترونية، في البداية اعتقدت أنّ الرّجل مجنونٌ، لكنني اكتشفت أنّه يبيع كلّ ما يعرضه، حتّى الولاعة التي لا تعمل وجد لها زبونا، كان الدّرس مفيدا فقد وجدت أنّ بضاعتي أهمّ وأرفع، لهذا تسلّلت إليّ بعض الثقة فاعتدلت في جلستي ورفعت نظري قليلا في مواجهة الأمواج البشرية، كنت أفترش وشريكي الأرض، نضع القطع على خيش بمساحة ثلاث أمتار مربّعة اجتهدت أمي في خياطته من بقايا خيش الدّقيق، في آخر اليوم الأول من العمل في السّوق اقترح عليّ جاري السوقيّ الكبير أن أبيعه الخيش، أغراني بمائة دينار فلم أتردّد في الموافقة، أخذ الخيش ونادى على أحد الباعة الذي قدّم له مائتي دينار أمامي، كان هذا الدّرس الثاني، الدّرس الثالث في البيت عندما لم أعثر على خيش لليوم الموالي، بدا المدخول جيدا مقارنة بالسّعر الذي اقتنينا به القطع، لم أكن أعرف كلّ بضاعتي، فكثيرا ما يسألني أحدهم عن نوع قطعة أو مدى تطابقها مع سيارته فلا أجد ما أردّ به، جاري السوقيّ يتدخّل ليقنع الزبائن بأنّها مطابقة تماما، كانت تجارتي بسوق الجمعة أقرب إلى الحلم الأسبوعي بفعل الاكتظاظ والاقبال الكبير على سوق مليئة بالخردوات، أمّا باقي الأيام فأمضيها وسط المدينة، في الجمعة الموالية توقّف جسم ضخم من إخوان المدينة يقلّب القطع، عثر على مرآة عاكسة لسيارة “ريتمو” كاللّتي يملكها فقرّر أن يأخذها
-كم سعر المرآة يا طفل؟
– مائتي دينار
-أعطها لي بمائة دينار واقنع
– ما فيهاش
يسحب من جيبه ورقة مائة دينار وقطعا أخرى “خذ هذا يكفي سعرا لها” ويغادر بعد أن حرّك رأسه متأسفا، كان ذلك الرّجل هو ناظر الثانوية الذي رسّم طردي منها، واعتبر أنّ الدّراسة موضوع لا يليق بأمثالي، أخذ المرآة العاكسة ليرى خلفه أمّا أنا فلن أنظر خلفي، لن أسمح له بأن يحبطني، واجهت الجميع بحدّة ذلك اليوم وبعت جيّدا.
أبي الآن لا يأمنني، بدأت أدخّن وجمعت قليلا من المال، لن يفي بأيّ غرض بعد ثلاثة أشهر من السّعي المتواصل أعيد حساب رصيدي وأتساءل ما يمكن لهذ المبلغ أن يفعل، ضحكت كثيرا رفقة شريكي في التجارة “السعدي”.
كنا أنا والسّعدي نبدو أقرب إلى الفاقة منا إلى تاجرين يسعيان لجمع المال، نحمل خيشنا في كثير من الانهماك كأننا الوحيدان اللّذان يعملان في البلاد المتعبة، يديّ تحوّلتا إلى لون غريب وأظافري تحتفظ بسواد يليق بالتحدّي الكبير الذي أطلقته رفقة شريكي لنكوّن ثروتنا المأمولة، آخر مرّة ذهبت فيها إلى السّوق ضيّعت الكثير من القطع وخرجت مدفوعا بموج هادر من البشر المرعوبين بعد إطلاق أحدهم إنذارا بوجود قنبلة، في الطّريق تعرضت وشريكي لتعنيف ودفع من الشّرطة، قال لي السّعدي ونحن نمشي تحت سماء من الهزيمة لا نهاية لها “على الأقل كان بوسعهم إحترامنا، ألا يمكنهم تفتيشنا دون سب ودفع؟”، قلت له “نحن مجرّد شعب”.
مساءً إتصلت بوردة فلم أنجح في الحظوّ بصوتها، أردت أن أهديها قرطي ذهب إشتريتهما، إحساسٌ ماكان يملي عليّ خيبة ولم أكن لأجيد تدوينها إذ تتراجع حرارة الصّيف ويلوح الخريف حزينا، بعد أيام سيرجع التلاميذ إلى الدّراسة أمّا أنا فسأجد لي حيلة أخرى. أدرس بالمراسلة السّنة التي بقت من أجل إجتياز امتحان شهادة البكالوريا، وردة أصبحت تتهرّب مني، أتّصل فلا تردّ، غدا اليوم الأول للدخول المدرسي وسأتبيّن الأمر “أغدا ألقاك ياخوف فؤادي من غدي”، كان هذا صوت أمّ كلثوم بكلمات “الهادي آدم”، رائعٌ… هذا بالضبط ما أردت أن أقوله “ياخوف فؤادي من غدي”، وكانت ريبة الغد تتمثّل لي وجعا.
في ذلك اليوم الخريفيّ تألّقت الشّمس كما لم تفعل من قبل وفعلت أنا الشّيء ذاته، اتخذت لي مكانا دنيا من الثانوية، منتصف النهار تخرج وردة ترمقني بعين مريبة وتمضي إلى الشّارع الخالي حيث اعتدت أن ألقاها، بي بعض من السّعادة مازالت تفهم إشاراتي. إلى الشّارع الموعود… لم تعد وردة لي؟ ركبت سيارة الهاشمي ابن عمي، خيانة! كان هذا ثالث جدار يهوي لكنه ينهار داخلي هذه المرة ورغم دويّه الذي يصمّ الآذان إلا أنّ الحياة تتواصل، ويمضي الناس أمامي مبتسمين ويعبث الأطفال بالتراب في كلّ الشّوارع التي أقطعها.
لم أكن المسلوب الوحيد يومها، جلال ابن المحامي أيضا تعرّض إلى الغزو، نزل عدد كبير من شباب الأمن أمام الثانوية بلباسهم المدني وأسلحتهم، وإلتقط أحدهم حبيبته “فاتي” بينما بقي هو يقاوم دموع عينه، كان صغيرا وكسيرا والجميع شاهدٌ كيف أخذ الشّرطيّ الطّويل الفتاة إلى خلف الثانوية، كانت فاتي تلك أجمل فتيات الثانوية، أمّها عاهرة محترفة أمّا هي فعاشقة حدّ الجنون لجلال، الغريب أنه عاد إليها بعد ذلك ونسي الجميع أمر الشرطي، والأغرب أنّ تلك الدوّامة كانت تخلط رؤايا، فاتي كانت صديقة نبيلة وهي بنت شرطيّ وعشيقة آخر، كان رجال الأمن يواجهون الرّصاص بالحبّ والجنس والعنف.
دخلتُ المنزل بلا روح، منذ ألف سنة أبتلع الهزائم ولا أفيق من كسور إلا على صوت أخرى، خيل لي أني أحزن رجل على سطح الأرض وتحتها… تلك التي كانت تلوّن تفاصيل حياتي نفثت حبرا على الشّاشة منتصف الفيلم الرّومانسي ولم يعد الفيلم مشوقا، كم كنت كسيرا…كم كنت وحيدا.
فيما مضى كنتِ تقولين ويدكِ تمسح غبار وجهي أنا معك، ترى أين أنت؟ لم أخرج من البيت وأغرقت نفسي في القراءة والجنون، إلتهمت كلّ الكتب التي بمكتبتنا في الدّين والسياسة والمعمار والكثير من الرّوايات العربية والمترجمة، بعد شهر دخل أبي ومعه “راق”، قال أنه أحضر شخصا يودّ التحدّث إليّ، لم أستسلم ودخلت معه في حوار طويل أنهكه وهو المستعد لإخراج جنّ ما، رأيت في عينيه تأكّده أني مارد لا أخرج مني إلا بلفيف من الرّقاة، خرج الرّاقي الهمام خائبا ودخل عليّ أبي مستجديا :
ـ لمَ تنعزل ما الذي تريد؟ أنا أبوك أطلب وسيكون لك ماتريد
ـ أريد أن أزرع ورودا بفيناء المنزل، ولكن لا أريدها أن تنمو بأشواك ولا أريد أن يراها عمي عامر ولا أحد أبنائه
حدّق بي أبي مليا ثمّ قام من مكانه، كأنه يريد أن يقول لي أنت مشكلة أكثر منك ابنا، أردت أن أرحم أُبوّته القلقة فقلت أنني أبني نفسي فقط لست مريضا ولا يائسا، إنصرف يتمتم لعلّه كان يدعو الله أو ربما كان يلعن يوم مولدي، قرّرت مساء أن أصفّي حسابي مع وردة دون أن أبتلع القرطين المدوّرين، ألحيت في الاتصال بها، هدّدتها وأسمعتها صوتا لم أعرفه فيّ من قبل، كنت وقحا وفجّا وعنيفا فالتقينا في الغد، ليست راغبة في الحديث، سألتني أن أؤمّن لها مكانا نختلي فيه بعيدا عن الهاشمي، ذهبنا إلى بيتنا، قلت لأمّي أنّ أحد الرّقاة سيدخل غرفتي فحبست نفسها بالمطبخ، أبي لن يعود قبل عصر هذا الخميس، دخلنا الغرفة أغلقت الباب لتوّي ألتفت حتى إنقضّت عليّ جموحة، أمسكت خاصرتها تأمّلت وجهها الأرجواني وهو ينفلت من ناظري ودفعتها إلى السّرير، قلت في نفسي هذا ما علّمك إيّاه الهاشمي ولم تكوني لتعرفي منه شيئا معي، ألتهمها زبدة وجبنا وشهدا وفاكهة أبا، ناعمة لكنها مزّقتني… دافئة لكنها جمّدت الدّم في عروقي، من أين تعلّمتُ هذا العمل المثير قبحا وروعة؟، أتذكّر الآن دروس أبي الحسن التي كانت تجعلني أحتلم، فقه الفراش الايروتيكي الذي عمّر في رأسنا نحن المجاهدون الصّغار دون باقي الأحكام، أنهيتُ اللّعبة قالت لي “أخرجُ الآن لم يعد بيننا شيء”، إستسلمت وتركتها تنصرف بعد أن دفنتُ القرطين في حقيبتها البيضاء، أمّي ظلّت مرابطة بالمطبخ تنتظر بقهوتها التي لم يطلبها الرّاقي وسألتني لاحقا
ـ ماكان رأي الرّاقي، عينٌ أليس كذلك؟
ـ أجل قال أنها عين قريبة رأت أشياء جميلة فسلبتها
ـ يا لطيف يا ستار
ـ لا تقلقي فقد تزول قريبا
ـ إقرأ القرآن وداوم على الصّلاة، ولا تحكِ أمام الآخرين، فمنذ أنجبتك والعين تحيقُ بك وتبعثر خطاك “قل هو الله عليك ياوليدي”.
مسكينة أمي المبعثرة، مسكينة وردة، مسكينة خطاي.
[1] . الجبهة الاسلامية للانقاذ
[2] . عتروس أي تيس
[3] . برباروس: أحد القادة الأتراك في الأسطول الجزائري، عرف بهذا الاسم الذي يعني صاحب اللحية الحمراء
[4] . الفرارة والشعرة: نوع من القهوة التي تحضر بشكل مختلف، تقدم في بعض مفاهي الجلفة
[5] . الحشاوش: هو البقدونس
[6] . الخوانجية: إسم أطلق في السبعينات والثمانينات على الملتزمين دينيا من الاخوان، وتكرّس لاحقا في وصف من يطلق لحيته ويلتزم دون تفريق بين التوجهات
[7] . أبو الحسن المارودي صاحب كتاب “أدب الدين والدنيا”
[8] . “الأحكام السلطانية” كتاب لأبي الحسن المارودي
[9] . معتقل بمنطقة رقان في الجنوب الجزائري جمع فيه الإسلاميون مطلع التسعينات
مشكور جدا.