مكـــاشفة

0 351

بادر سيف – الجزائر

 

كيف نبتدئ فتوحات العبارة في حنجرة الأرض

كيف نلامس مهب المسك رغبة الأحشاء

وكيف لظل الياسمين أن ينمو في غابة الرياح

…نزلت درب السجان

إلى الأمام

إلى الوراء

إلى المنفى

ها هو الهواء يستمد من سلالة الزنجبيل عصارة البنايات

لا العنب خمر

ولا الطفولة ورد

في بساتين المدينة ينزل البوح ضيفا على قبر العاشق

فيها ينزف الحلم أكثر

بستان للزينة

بستان الملكة

بستان اللقاءات السريعة

تتموج الأسرار مع أسماء البحر

والنجوم صديقة السلاحف

في حضن الأبجدية ارسم آثار الخطوات

إلى الأمام

إلى الوراء

إلى المنفى

الصلوات كبد المنفى، مسحوقه السحري، في صباح يتبخر حمامات عشق، نسيت

نفسي في أدراج المحطات المزفتة

حمامات تقرا شعر الأحوال    والطقوس

والمسك حوزة مرافئ    وبعض الأشياء المترنحة

طمعا يلهث وراء ماء الرابية

إنه الآن في كوة القباء

يحمل رأسه غابة مدارية

هذه الإشارات كهف لذكريات عصية

العصفور يرتعش على رصيف القرفة

أو على شرفة

في حضرة المكاشفة، أبحث عن سر المجاهدة بين الضوء    والحجر ،،،

ربما عساكر التاريخ كموسيقى الأزقة

بيد الله محتواها    ومنتهاها

والبحر لا يهضم النساء، إنهن أشرعته البيضاء

الختل المعشش في النبيذ

إذن لا أدخل انكماش البحر في مده، ولا أقول سرير الحبيبة حياة

لا أضحك النملة كي لا تهيج

وعقل الرمل جسد    وباب…يخرجون    ويدخلون إنهم كواكب العذاب

يحولون البسمة إلى دواة

ذلك المداد مداد الصناع    والكتاب ووراق المحطة

وهبوا حياتهم للخليقة

ذات مرة حاول الكلام

لكي يفهمه الرمل، لا على ما يصنع بل ما يتمنى من الحضرة العلوية

تحت قدميه سيف

يرقص على خط الهوى

يجاهد كلماته، كي تتبرعم… سلامي إلى ذلك الشيخ، إنه الآن في مكان ما يوقظ شؤم

الحروب، يعطر جدرانه بمنشم العيون السود

فيما مضى كان القمر عصيا على الأقدام

لكن الشفاه نبوءات صدق تارة   وتارة أوهام

تتوسد أقواس الخطيئة، ليفكر التاريخ في دروب البحر

في مكان ما، أين تعثر على بحيرات بجع

تعثر على خطوط الطول   وخطوط العرض

تعثر على جلباب – أبي حامد الغزالي-   ولحاف – المقريزي-

هناك في سرادق السلام

ستعثر على كيمياء الخليقة

إما في ظلام الألفة شانك شان أي قديس تدلى أمام ناقوسه البالي

يا لغرائب اليد تلمس كل شيء   ولا تسمع النصيحة

يليق بها أن تسبح في مربعات ضوئية من كلس المآذن، كي تسمع ناي الحلقة النقشبندية

وفي ريحان الفضة شوارع من تيجان الفرح

مدينتي من جديد تحمل في جعبتها رمل الجسور

وحيض الرياح

أما الطرقات فأحلام   ووحدة   وكفاح

تعلمك كيفية ولوج طيف اللوح المضفر بالسفر

تعلمك تقشير الطبع من طمع الحمر

تعلمك مد الحبال الصوتية كلما أذن للصبح   وتثاءب الفجر

فإما أن تهضم جسد العسيب

أو ترحل مع ركب الجراح

كالأبدية ضفائر جسد في برزخ الفصول

بنفسجة شتوية

وحدة الحناء على ظهر الظنون

إنك تعرف أن كواحل الأرداف وهم ينهض بين طين الأجنحة   وكلمات الحيرة

تعرف أن المرأة دخان غير مؤذي

فإن عاندته في رخوته، كسرت مجلس الغبار

وزوايا البراعم كثيرة كأجنحة الأرض

تروض الأحلام

والأقدام

…للزمن عليته

كما للمكان شهود عيان

والوردة صمت الدهور

كعطر الأنهر المروضة على سماع غناء حصاها

أو التحول من طائر إلى ما تشتهيه بداية المجاهدة

وإن تسكب الجثة نحاسا مخرما

عطر القيافة فتلك بداية النهاية

آن لك يا – ابن عربي – أن تعلمني عشق العيافة

وأن تهرب النخل من حوضه

إلى حصن الخلاسة   واللطافة

آن لك أن تعيد أيامنا المشتهاة، هاأنذا عائد إلى مدارج النسيان   وسرايا الإيمان

وآن لي أن أدرب القطن على الخشونة

حافلة تفيض بركابها في كؤوس مذهبة

تمر المرأة المفضلة مسرعة

أما المملة خطواتها تفاؤل   وتطير.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.