الذي يُغمض ويحسَبُ أنه لم يعد موجودًا

0 175

عبدالرحمن مهدي

 

أغمِضُ،

وأنقسِمُ عن المكان،

فدائمًا ما كنتُ

أرادفُ بين ما يحصلُ وعينيّ.

ولطالما رأيتُ الواقعَ

أقلّ من أن يكونَ،

لذا لم ألِجْهُ إلّا سهوًا.

حاضرٌ حَولي

بقَدرِ سَرَحاني عنه،

كريحٍ تهبّ على غابة من حِجارة

وليس ذاك لعَجزٍ بالريح،

ولا لِبأسِ الحجارةِ،

بل لأنّ الريحَ قلّما تَأبَهُ،

ولأنّ الحجرَ لا يَدري.

 

أغمِضُ،

وأنقسِمُ عن المكان،

لكي يكونَ للزمنِ أن يَغفُلَ،

ويتخفّفَ مني،

أنا الذي ألحَظُه،

فيحسَبُ أنّ عليه

أن يظلّ منتبهًا.

 

أغمِضُ،

وأنقسِمُ عن المكان،

كـبتَلَةٍ انحلّتْ للتوّ.

تسقطُ،

لها هيئةُ الحيّ،

وتسليمُ الأشياء.

 

 

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.