مكعب روبيك ونصوص أخرى

0 817

ترجمة: رائد الجشي – السعودية

مكعب روبيك

يمسك بمكعب روبيك وسط السماء

إنه ليسا مكعبا بل غرفتي

الشارع الممتد عبر المدينة, أرض

وكوكب يدور ويدور مثل مكعب

بكل خطوطه الممتزجة بكل الألوان.

بالفصول الأربعة وجبلي الجليد

والكوارث بين أفكارهم.

الحيلة الأولى- استبدال الجفاف بمطر الصيف,

وجه الشيطان بوجه القديس

والوقت بالسرعة والمسافات

يعود الأمل من جديد لفؤوس الخيال

حيث ترتعش – في الليالي المثلجة – سيمفونية الشفق

الحيلة الثانية- تتساقط القنابل على الأبرياء

لا يعلم الأطفال أن هناك من أطفأ القدير

كما لا يدرك الدم أنه احمرار أشعة الشمس

ولا يدرك القوس أنه مجرد ذيل حصان

يعدو مع أحد أبناء هيروشيما في نهاية العالم.

الحامل الثالث – ومكعبات الزلازل التكتونية الصغيرة

تصطف في موجة ضخمة وتحدق فيك

بنظرة ضبابية توشك على محو ذاكرة

أن العالم كان موجودا . مع ذلك تتلوّى المكعبات الصغيرة البيضاء

ويعبق المد برائحة المشمش والكرز.

ثم تتقاطع المكعبات بشكل أفقي وعرضي

وينشق البحر لنعبره إلى أرض الميعاد

لكنها أرض مقفرة إلا من مدن تغلفها شباك العنكبوت الغليظة

تنمو برؤوس الثعالب فوقنا وتعض إحدى أيدينا اليدَ الأخرى

ونحن نرى أن الدم جميل فوق القفازات البيضاء.

أربي الكلب, كلبي الغاضب الذي يمزق الغرفة

وبشدة تضربنا الشوارع بسلاسل الغضب

نضغط على نبضنا حتى نستمع الصدى العميق

للقلب النابض- وأجمل ما فيه الدم الذي هو الوقت.

 

نافذة بابل

على غرفة صغيرة ومنسية – فوق قاع الأرض

تبدو السماء كبرج بابل

مدن وضعت فوق بعضها البعض متصلة بحلقات لا يمكن بلوغها

وهي ترتفع بلا توقف

الساكنون أعلاها يتحدثون لغة واحدة فقط في تلك الغرفة الصغيرة. يا ربنا العزيز.

أقنعت نفسي أنك تلك اللغة

التي تحمل الكلمات التي نحلم بها أحينا

ونستيقظ من وقت لآخر, اتساءل

متى بدأ الطين بالنمو ي فمي, والطحالب  على لساني,

ومتى سيتوقف الماضي والمستقبل عن إيلامي,

كمفصل شبه كروي يمسد ذاته بلا غضروف الوجود؟!

أتساءل هل تستطيع – يا ربي العزيز- أن تحلم في كلماتي

فأستيقظ وأكونك ولو مرة واحدة؟

فجأة, اصطدم طائر بالزجاج

السماء هنا أيضا, شجعت نفسي

وفتحت النافذة.

نهاية العالم

أننتظر قدوم الساعات الخفية

هل نتخيل المفاتيح

التي سنستخدمها للخروج من الوقت

أتراها تكفي أن نستشعر نبضنا بسبابتنا

أيتحول الليل إلى جسد مظلم لقلبنا

أترى سيلتمع أرقنا في الفجر

هل ستغرد الأفكار لنا مع الطيور

منتظمة كملاحظات على هندسة الغابة

ماهي نسبة القوة التي يبذلها ضغطنا على جدران الأوردة الدموية.

لو عرفنا من الخارج من حافة كون الأرض

على سنتيمتر مربع,

كل ثانية يضغط علينا كيلو غرام من الهواء

أتراها ستهرب الحجر من البيوت

الى الشوارع , المدن مصابة بالفزع

أتراه سيهرب هواء هذا الزمن

وأنهاره والرائحة العفنة للجثث في قيعان الأنهر الجافة

أترى سيصبح الرب مظلما عند نهاية السماء

كنجمة أميبية تجمع عقولنا منذ ملايين السنين عند بداية الحلم

أترانا سنرتدي ملابسنا مع الشمس المقشرة

مع حروف إشارة مورس للمصابين بالعمى.

وآخر صلاة لجد الأفعى

التي ولدت منها زواحف نهاية العالم.

أيتحول الليل إلى جسد مظلم لقلبنا

أترى سيلتمع أرقنا في الفجر

هل ستغرد الأفكار لنا مع الطيور

منتظمة كملاحظات على هندسة الغابة.

بورس بانوف
  • ولد 1961 في رادوفيش، جمهورية مقدونيا الشمالية.
  • تخرج في جامعة سكوبج. عضو جمعية الكتاب المقدونيين
  • صدر له 9 مجموعات شعرية والعديد من المقالات والمسرحيات
  • ترجمت عدة كتب له إلى لغات عديدة ونُشر شعره في عدد من الدوريات والمجلات الأدبية
  • يعمل مستشارا للثقافة والتعليم في بلدية رادوفيش.
قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.