ناصر بن محمد العُمري – السعودية
الزمن: منتصف مايو الحزين
الوقت: النصف الأول من الليل
قمر قريتنا بدا متواضعاً
لكنه مسالم وهادئ
نهايتاه المدببتان تتجهان إلى الأعلى،
كجندول يطفو فوق أمواج الليل،
فجأة:
أتجه يعدو نحو الشرق
انتظر هناك
حتى سكن الليل عن صخبه
أنتفض
أصدر صوتاً
تكونت هالة
ومكث واقفاً
تجهم وجهه
بدا عدوانياً،
نزل إلى أعلى قريتنا القديمة
بدا المشهد سوريالياً
الواقع يتعزز بمقولات بالية
توقعات العلماء
وأساطير وحكايات الجدات
وقراءات الودع والمنجمين
كلها تؤكد:
أنه في زمن ما
سيصطدم جرم سماوي بأرضنا
يفنى معه الوجود
تسيطر عليّ مخاوف جمة،
ينتابني هلع لذيذ
مشهد مجنون
جبل (كنّه) المجاور
يرقص على خيط هواء
أشجار الجبل في إهاب قطرة ماء
عناق بين نار وجليد
الأفق الفسيح يأوي إلى صدر أغنية
حنينٌ إلى صدر أمي
حنينٌ إلى صدر
حنينٌ إلى
حنين.
القمر غافلني
تسلل إلى بيوتات القرية
آوي إلى كراسات الأطفال القديمة
فتحها
توزع على صفحاتها هلالاً
توسد نهاياته المدببة ثم نام