هذه اللحظة

0 433

 

عبود الجابري – العراق

أعرفُها تماماً هذه اللحظة
لحظةَ يعلنُ المذيع
إرتطامَ الدمعةِ بالأرض
وسقوطَ الخواتمِ
من الأيدي الذابلة
أعرفها منذ انتصاراتٍ
تقبّلتُ فيها العزاء
كانَ الترابُ بخيرٍ عميمٍ
والأناشيدُ
تغيّرُ أعلامَ البلدان
والأطفالُ
يعبرون إلى الجنّة
دونما إذنٍ من الملائكةِ
حزيناً كنتُ ومبتسماً
تُحدّثُني نَفْسي
عن حدائق البيوت
فما منْ شهيدٍ
يعودُ من أجلِ بكاءِ الأشجارِ
وما منْ منزلٍ
سينهض من ركامه
سنكونُ معاً
في عراءٍ شاسعٍ
الشهداء
وأنتم
وأنا
نبحثُ عن إنتصاراتنا القادمة
في العيون المبتلّةِ
وصفحاتِ التأريخِ الأسيرة
حيثُ لا أخوةَ يرحلون
ولا أعداءَ
يعودونَ إلى منازلِهم
بحصيلةٍ وافيةٍ
من الفرحِ الكسير

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.