هدى مرمر – دار هاشيت أنطوان/ نوفل – لبنان
التواصل المباشر أمام معوقات المشاركة
تختلف أهداف تنظيم المعارض الدولية في العالم العربي، بحسب السياسة العامة لكل دولة؛ حيث أنه في الغالب يكون المنظم للمعرض هو جهة حكومية، لها هدف اعلامي ضمن إطار مقونن، وتحت اشرافها بشكل كامل. أما بالنسبة لدور النشر، فهذه المعارض ستكون المتنفس الأهم للتواصل مع الجمهور من مؤلفين وقراء ومهتمين، والتعرف على المؤلفين، وموزعي الكتاب المحليين بشكل مباشر، واستلام آراء المتابعين في حينها دون وسيط؛ لتتمكن من فهم سوق الكتاب. المعارض تتيح للناشرين كل ذلك، حتى وإن تحولت مشاركتهم إلى مكان تجاري بشكل واضح أكثر، ومحاولة تحصيل أكبر حجم من المبيعات لتتمكن من الاستمرار بعد نقص عدد المكتبات في العالم العربي، أو تحولها إلى ناشر منافس في بعض الأحيان.
وبسبب الطلب على المشاركة المتزايد، وتحوّل المعارض إلى مكان تجاري بكل معنى الكلمة، فإن من أكبر التحديات المشتركة في كافة المعارض هي عدم اتاحة المشاركة لكافة دور النشر المتقدمة لبعض المعارض بسبب ضيق المساحة، وكذلك بسبب ارتفاع سعر ايجار المكان، وعدم الاهتمام بقدرة المشاركين على التواجد في أكثر من معرض في نفس الوقت، كما يحدث في السنوات القليلة الماضية من تضارب للواعيد انعقاد ها، وارتفاع كلفة نقل الكتب من بلد لآخر في الارسال والاعادة، وغيرها من المصاريف التي تزايدت في السنوات الأخيرة بشكل ملاحظ. إضافة لبعض المشاكل التي قد تختلف من بلد لآخر.
مؤشر النجاح
عادة ما تكون معارض الكتب جزء من برنامج ثقافي تكون فيه وزارات الثقافة الراعي الرسمي والمنظم؛ وبالتالي من الطبيعي أن تهتم بالبرنامج الثقافي المصاحب للمعرض. قد يكون من المفيد أن يكون البرنامج الثقافي المصاحب عامل جذب للجمهور، دون أن يكون طاغياً على أهمية المعرض بحد ذاته. وفي السنوات الأخيرة، أصبح البرنامج الثقافي أساسي في فترة المعرض، لدرجة استهلاك الميزانية المالية التي كانت ترصد لدعم المعرض، ولتصبح مؤشرات نجاحه بعدد الزوار، وليس بنوعية الكتب المطلوبة من الجمهور وحجم المبيعات.
رغم التحسن، التغاضي والاستثناء بيد الرقيب
تختلف الترتيبات التي يتخذها الرقيب في فترة المعارض من بلد لآخر، فقد يتغاضى في بعض الأحيان عن بعض العناوين التي قد كان رفضها في الأيام العادية. في بعض الدول قد يطلب استثناء بعض العناوين من المشاركة والتي كان قد سمح بها في الأيام العادية. وإن كان الوضع قد تغيرت حدته في السنوات القليلة القريبة، لكن ما زال دور الرقيب فاعلاً، وهذا بسبب اعتبار دور المؤسسات الحكومية أساسي في الحفاظ على السياسة العامة للدولة، سواء الأمني أو الاجتماعي او السياسي.
عوامل المشاركة
تختلف مشاركات دور النشر من بلد لآخر، وتعتمد هذه المشاركة على العديد من العوامل منها: حجم الجمهور، ومدى اهتمامه بكتب دار النشر المشارك؛ مدى توفر الكتب خلال العام لدى المكتبات المحلية؛ نوعية الكتب، وحجم القيود المفروضة على بعض المنشورات والتي قد يسمح بها الرقيب بشكل خاص خلال فترة المعرض؛ كلفة المشاركة مقابل العائد المالي من مبيعات المعرض؛ بالإضافة إلى نوعية المنشورات، ومدى الطلب على المؤلفين التي قد تختلف من بلد لآخر. فمثلاً، قد يكون الطلب الأكبر على العناوين الفكرية المتخصصة في بعض الدول؛ وفي ودول أخرى، قد يكون الكتاب الفكري أقل طلباً لصالح حساب كتاب الطفل، وذلك بحسب مزاج زوار كل المعرض.